الأحد، 29 يناير 2023

الاستلهام من الأشكال المركبة في المنمنمات الإسلامية - (2)

  • عنوان العمل: حلم الصعود.
  • مساحة العمل: 30 × 30 سم.
  • الخامات والوسائط المستخدمة: ألوان مائية وجواش وأقلام باستيل على ورق.
  • عام الإنتاج: 2008م.

  • الصيغة الشاملة للظواهر المرئية:

استمد الباحث فكرة العمل من المفاهيم المتعلقة بالعوالم الغيبية، حيث يضم كائنات من صنع الخيال تعتمد على التوفيق بين الجزيئات المتراكبة بحدية أقرب بمفهومها إلى الفطرية، فما يحمله الشكل من مضمون تعبيري يأتي منعكساً عن علاقات الألوان والملامس والتقنيات، في خطوط تلقائية تبدو في رشاقتها وحيويتها، وكأنها مشحونة بتعبير موازي لمشاعر الباحث الداخلية، في تناول لوني أشبه بالحلم المتصاعد، فتناغمت مفردات العمل بنورانية بين الأصفر والأخضر والأزرق مع الأحمر، لتنصهر جميعاً في بوتقة شفافة مكثفة باللون الأبيض المتصاعد.
  • التركيب الإنشائي والعلاقات الهندسية:
يخضع العمل لقانون النسبة الذهبية، فقسمت مساحة المربع بنسبة 1/3: 2/3 أفقياً ورأسياً، حيث يعكس التكوين حرية بنائية تنتقل من الجزئيات الهندسية للأشكال إلى الأحكام الرياضي لمساحات العمل، التي قسمت لعددٍ من المساحات المستطيلة، ثم مثلثان بوضعية معكوسة، تنتهي رؤوسهما عند نهاية العمل، فيربط فيما بينها إيقاعاً حركياً ليناً، يذيب تلك الصرامة الهندسية، وكأنها تتنفس في ذلك الفراغ.



  • التركيب في الشكل:
اعتمدت الصياغات التشكيلية لمفردات العمل على عمليات التحطيم والاختزال، ثم البناء، لابتكار أشكال غير مألوفة. ففي يمين العمل يتمثل شكلاً مركباً من جسد طائر ورأس وأرجل حصان، بينما تحور الذيل لوحدة رقشية مجردة، أما باقي الجسد العلوي والأجنحة فقد تلاشي مع خلفيه العمل داخل ثنايا الكتل اللونية البيضاء، لإذابة ثقل الجسم وإبراز حركته الرشيقة المتأهبة للطيران. ثم شكلين للملائكة، بجسد آدمي وهالة مضيئة حول الرأس، وأيدي محورة وأجنحة ممتدة وأرجل مختزلة، ثم أفعى بوضع جانبي، ممتدة من أسفل يمين العمل بإيقاعٍ متصاعد لأعلى اليسار، ورأسٍ آدمية وأرجل حيوانية، وجسد انسيابي بتأثير ملمسي دائري، وينتهي العمل بأفعى أقل حجماً، تحمل نفس التركيب السابق، وقد انتهي ذيلها بإيقاع حلزوني.
  • القيم الفنية للشكل:
سيطر على العمل مجموعة من القيم، تمثلت في التنوع مع الوحدة بتعدد سواء في البناء أو التركيب، كذلك يكشف العمل عن النورانية الباطنية المنبثقة من الكتل اللونية البيضاء، المحيطة بكل جزيئات العمل. بالإضافة لقيم التناغم والانسجام اللوني والخطي، والديمومة الحركية اللانهائية، وكذلك حيوية الإيقاع الصاعد والهابط.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  • المصدر:
القطان، سعيد محمد حمدي. (2009). الأبعاد الفلسفية والفنية للأشكال المركبة في التصوير الإسلامي كمدخل للاستلهام في التصوير المعاصر. رسالة دكتوراه غير منشورة. القاهرة: كلية التربية الفنية.  جامعة حلوان.

الاستلهام من الأشكال المركبة في المنمنمات الإسلامية - (1)

  • عنوان العمل: تأبين الكائن الأعظم.
  • مساحة العمل: 30 × 30 سم.
  • الخامات المستخدمة: ألوان مائية، جواش، أحبار، كولاج، أقلام باستيل، ورق مطبوع.
  • عام الإنتاج: 2008.

  • الصيغة الشاملة للظواهر المرئية:

تحمل الظواهر المرئية للعمل حاله من حالات الحزن، وكأنه يوم وداع أو حفل تأبين، ذلك الكائن الأعظم في بؤرة العمل يلتف حوله عدداً من الكائنات المركبة في جوٍ درامي تؤكده المجموعة اللونية، التي اقتصرت على الأزرق والرمادي والأبيض العاجي، مع بعضاً من الأحمر والأصفر والبرتقالي، بتأثيراتٍ ملمسيه، تنضح بمعالجات سطح العمل، فتؤكد على استقلاليته الفكرية ومضمونه الفلسفي، فالشخصية البطولية في أمامية الصورة ذو تعبير ميثولوجي، وعمق درامي. كما تبدو الأشكال المركبة في مجمل التكوين، ذات ثقل هندسي لا يتواري خلف التعبير مخالفاً لطبائعها الأولية، أو الملامح الميلودرامية.

  • التركيب الإنشائي والعلاقات الهندسية:
العمل مقسم بنسبة 1/3: 2/3 طولياً وعرضياً، حيث يتخذ التركيب الإنشائي ثلاث مستويات أفقية، الأول منها ينتهي عند أقدام الحصنان المجنحان، أعلى يمين العمل، والمستوي الثاني ينتهي عند أقدام الطائر المركب ذو الرأس الآدمي، أما المستوي الثالث فينتهي بهرم قمته عند رأس الثعبان المجنح، وقاعدته عند الذيل والأرجل. وكذلك ينقسم العمل أفقياً لمساحتين مستطيلين، العليا منها تنقسم رأسياً لمساحتين، يشغل ثلثها شكلان مركبان لحصانين، يتقابل معهما ثلاثة ثعابين مركبة تشغل ثلثي المساحة المتبقية، أما محاور الرؤية، فهي تتجمع في بؤرة واحدة، تنبثق من عين الطائر المركب.


  • التركيب في الشكل:
اعتمدت الصياغة التشكيلية للأشكال على الحرية التعبيرية، والجمع بين التراكيب الغرائبية والتأليفات التي لا تنتهي، الذي أحدثها الخط الرشيق المشحون بالحيوية، ثم الكتل المغلقة للبناء، إلى المعالجات التقنية في الشكل والمضمون. حيث يمثل بؤرة العمل شكلاً تتراكب أجزائه من جسد طائر ورأس آدمي ذو هالة نورانية وأرجلٍ حيوانية، وعلى الرغم من السكون الظاهر في الشكل، إلا أنه يحمل في بناء هيكلة حركتين إيحائيتين متراكبتين، الأولى متوالدة في اتجاهٍ منحني صاعد وهابط، يتحرك فيه البصر بإحساسٍ مغلق، والثانية حركة دائرية للهالة المضيئة فوق رأسه بما أضفى تعبيراً حيوياً على الشكل، أما أعلى يمين العمل فيشغله حصانين مركبين وقد اختزلت الأرجل لاثنان، بينما كبر حجم الرأس واستقام الجسد بإحساسٍ آدمي، ويقابلهما في أعلى اليسار ثلاثة أشكال مركبة لثلاث ثعابين برأس حصان شُكلتْ بخط قوسي متكرر، ويحتضن أسفل العمل حيواناً تراكبت أجزائه من جسد ثعبان وأرجل أسد ورأس حصان وجناحان صغيران، فمنحا الشكل طابعاً مغايراً، فعلى الرغم من غلظة الشكل وضخامته إلا أن الأجنحة بها رقة وليونة، فلا يستطيعان حمله أو الطيران به

  • القيم الفنية للشكل:
احتوى العمل على قيم الغرابة النابعة من المنهج التركيبي، حيث الاستلهام من التراث باستخدام أساليب المزج والدمج بين الأجزاء المتناقضة للأشكال. كذلك تمتعت الأشكال باتزانٍ ملحوظ من خلال اتساق وانسجام الجزيئات المتراكبة، هذا بالإضافة إلى التعددية والوحدة النابعة من اختلاف التراكيب، داخل الإيقاع اللوني للعمل بما أضفى تبايناً لونياً على الأشكال داخل محيط العمل، فالأبيض ذو الشفافية يعكس ميلودرامية الأزرق في الخلفية، وقد أضفت المجموعة اللونية والتي يغلب عليها الأزرق والأحمر والبني والأبيض الإحساس بالفراغ واللانهائية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  • المصدر:
القطان، سعيد محمد حمدي. (2009). الأبعاد الفلسفية والفنية للأشكال المركبة في التصوير الإسلامي كمدخل للاستلهام في التصوير المعاصر. رسالة دكتوراه غير منشورة. القاهرة: كلية التربية الفنية.  جامعة حلوان.

الاستلهام من الأشكال المركبة في المنمنمات الإسلامية - (2)

عنوان العمل: حلم الصعود. مساحة العمل: 30 × 30 سم. الخامات والوسائط المستخدمة: ألوان مائية وجواش وأقلام باستيل على ورق. عام الإنتاج: 2008م. ا...