الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

التكوين الفني




أحيانا كثيرة ترى بعض التعليقات على بعض الصور .. تكوين جميل تكوين مميز .. فماذا نعني بالتكوين ..

التكوين ليس كلمة عابرة نمر عليها مرور الكرام ، بل كلمة يجب أن نقف عندها كثيراً ، وهناك الكثير من الآراء التي اختلفت بمضامينها في التعبير عن التكوين كمفهوم ، و لكنها أجمعت بمضمونها و تقارب آرائها كفكرة. وحينما نتطرق الى التكوين كدراسة مستفيضة لابد أن نقف طويلا عندها حتى نعطي هذا الموضوع المهم حقه ، لكن في هذا البحث نتطرق الى التطرف ، و ليس التشعب لكني لا نبتعد عن المعنى الأساسي للتكوين.

تشتق كلمة التكوين من كون يكون تكوينا ، و كينونة الشيء صورته ، و جمعه تكاوين الصورة و الهيئة. و للتكوين عدة عوامل مساعدة او عوامل رئيسية في تكوين شكل التكوين ، و هذا ما أكده (أ.ف.فايفيلد) بقوله " التكوين ربط و مزاوجة و ترتيب مختلف عناصر العمل الفني ، و يشير أيضا الى ان التكوين هو تصميم حركة العمل الفني ، و هو عملية تجسيد المعنى التي تشتمل على جميع عناصر العمل الفني بدون استثناء".

و تقريبا يقترب (الكساندر دين) من (فايفيلد) بالمضمون من ان تعريف التكوين " هو بناء شكل او تصميم المجموعة ، و مع ذلك فهو ليس صورة. فالتكوين قادر على التعبير عن شعور و كنه حالة الموضوع و المزاجية من خلال اللون و الخط و الكتلة و الشكل لانه لا يروي الحكاية انه التكوين و ليس الصورة ".

إذن التكوين هو تكوين عند الثاني ، و هو عملية تجسيد المعنى عند الاول ، و لكي نقترب من أطروحات الاثنين نقول أنهما يقتربان من معنى واحد ، أن التكوين هو نتيجة ربط و مزاوجة كافة عناصر العمل الفني لكي نصل الى الشكل الذي نريده او نطمح بالوصول إليه لكي نعبر عن حالة ما لموضوع ما. و لكن هناك عدة عوامل او عناصر لابد من تواجدها لكي نحصل من خلال اندماجها و ربطها معا على شكل التكوين ، و "الذي هو الترتيب المعقول للناس في مجموعة ما من خلال استعمال التأكيد ، الثبات ، التتابع ، و التوازن لتحقيق الوضوح و الجمال الذي يروق للناس ".

و بما أن التكوين ليس صورة كما في رأى (الكسندر دين) ، و انما هو بناء شكل أو أشكال من خلال التعرف بالمجموعة المتواجدة في عمل ما ، حيث يقوم الفنان و من خلال هذه المجموعة بتكوين تكوينات معبرة عن روح العمل ، لتعطي بذلك شكل جمالي.

تكوين لعناصر من الطبيعة الصامتة ، للفنان بول سيزان.

التكوين يدخل بكل شيئ فني ، و التكوين يقترب من الفن التشكيلي باعتبار اللوحة أيضا لها تكوين ، و لكن تكوين اللوحة ثابت و ذو مساحة محددة و مأطرة بإطار واحد عكس التكوين على سبيل المثال في العرض المسرحي الذي يسير وفق متغيرات النص.

و التكوين ليس حكرا على خشبة المسرح فقط ، و انما حتى في السينما ايضا هناك تكوين من خلال (حصر) كادر العمل في لقطة معبرة عن حالة ما ، وبذلك إبداع لغة تفاهم بين المتلقي و بين الفيلم ، و هذه اللغة هي التكوين. و التكوين موجود حتى في أعمال النصب النحتي الذي يساعد على نطق النصب بلغته.



النصب (التمثال) التذكارى لمؤسسي مدينة كييف ( كيي ، شيك وخوريف و شقيقتهم ليبيد)،
على ضفاف نهر دنيبر بالقرب من محطة مترو "دنيبر"، ساحة الاستقلال، أوكرانيا، 2002.

يدخل التكوين في كل شئ له علاقة بالفن حتى في جلوس عازفي الأوركسترا لعزف السيمفونية ، و طريقة جلوسهم بتوزيع عازفي الكمان في جهة ، و الكونترباص في جهة ، و الفلوت في جهة ، والساكسيفون في جهة أخري. هذا ايضا تكوين للتعريف على مفردات السيمفونية او الأوركسترا. هذا رغم انها أبعاد محدودة لكنها ذات أبعاد جمالية تساعد في خلق التكوين الجمالي للشكل العام.

صورة توضح تكوين عازفى الاوركسترا على خشبة المسرح

إذن التكوين موجود في كل شئ فني بصري ، و بذلك يساعد في إغناء المشاهد تفهما لما يدور أمامه.

والتكوين هو" الانتقاء و التنسيق تبعا لبعض المبادئ ، ضرورة أساسية في الفن ، و في معظم ألوان الجمال الطبيعي ان لم يكن كلها ، فذرة الثلج المكبرة تكون شكلا سداسيا ، و منظر الغروب يتألف من الطبقتين الحمراء و البرتقالية في تقابل مع زرقة السماء ، و تسمى عملية الانتقاء و التنسيق في الفن باسم التكوين. و التكوين وسيلة هامة في المسرح لتوضيح و تركيز القيم العقلية العاطفية في الإخراج. وإذا جاء التكوين ممتعا في حد ذاته خلق قيما جمالية ". و حتى الحيز ، و هو الفراغ له اهمية في تكوين التكوين.

صورة فوتوغرافية توضح جمال وعظمة الخالق في تكوين الطبيعة.

  • جماليات التكوين:

الجمال هو " وحدة العلاقات الشكلية بين الأشياء التي تدركها حواسنا ".

من هذا المنطلق أو من هذا التعريف للجمال نجد أن القيمة الجمالية في التكوين تزداد ، و تتسع بوحدة الآشكال بحيث تصبح أكثر جمالأ حتى تصل الى المتلقي بكل سلاسة ، وهذه العملية لا يمكن ان تتم إلى عبر خصائص معينة ينبغي توفرها في الأعمال الفنية ، إذ أن عملية الوقوع في الشرك الجمالي للتكوين ليست عملية عشوائية ، أو أنها تحدث فجأة و إنما هنالك مراحل تجتازها العين البشرية للوصول إلى ذلك المدرك الجمالي في التكوين.

إن تحقيق الجمال و امتاع النظر ليس بالعملية البسيطة و التي تتطلب إدراك الجزئيات في العمل الفني بعد إدراك الشكل ، أي ان إدراك الموضوع أمر لاحق لعجلة النداء البصري ، و أيضا لاجتذاب النظر في المتعة من خلال التكوين لابد أن تكون ذات مميزات بسيطة و سريعة الفهم ، بحيث لابد أن تكون ذات صياغات و اشكال فنية ذات دلالات تساعد على الجمالية في العرض الفني ، و ذلك يتم من خلال البساطة في التراكيب الفنية المستخدمة في العملية المنظرية في العمل.

لوحة تجريدية بعنوان (الاسود والبنفسجي)،
للفنان (Wassily Kandinsky) فاسيلي كاندينسكي ، 1923م.

و ليس كل تشكيل فني أو تكوين ذات منظور بصري يساعد على الفهم ، بل على العكس من ذلك نجد أن هنالك تكوينات مركبة تجعل من العمل الفني مجموعة طلاسم يتعذر على المتلقى فهمها ، و لذلك نرى أن ما ذهب إليه (ناثان نوبل) أكثر اقترابا لهذا المفهوم الذي نتطرق إليه حيث قال " إن المتعة في العمل الفني تتحقق عبر تذوق التجربة الجمالية التي هي انتاج التواصل بين الشيئ الفني و المشاهد ، حيث أن تفحص العوامل التي تؤدي الى التجربة الجمالية قد ينمي فهما لهذه المسالة ، و تزودنا بالدليل لاكتشاف السبيل الى المتعة لدى التطلع الى الآثار الفنية التي لم تحرك فينا ساكنا من قبل إلا قليلا ".

  • أسس التكوين في العمل الفني :

وهي تنقسم إلى قسمين رئيسين:
  • قيم جمالية و فنية تندرج تحتها هذه العناصر: ( الوحدة ، الإيقاع ، الاتزان ).
  • علاقات إنشائية في التكوين تندرج تحتها هذه العناصر: (التباين، التوافق، النسب ، الشكل والأرضية، السيادة).

  • الأسس التي يعتمد عليها التكوين:

( مركز الإهتمام ،  الوحدة "التراكب" ، التوازن ، الإيقاع ،العمق ، التأطير ).

  • أولاً : مركز الإهتمام :

مركز الاهتمام ( النقطة المحورية "المركزية" ) ، هو النقطة الرئيسية في الصورة التى تنجذب إليها العين مباشرةعين الناظر إلى داخل اللوحة ، و تسمى أيضا بالسيادة ؛ كالسيادة عن طريق التباين في الألوان ، حيث تسود المساحة اللونية القاتمة في وسط أبيض أو فاتح ، و العكس صحيح أيضا. و الصورة قد تضم مركزا واحدا للإهتمام ، أو عدّة مراكز موزعة بطريقة محسوبه فيها.

ففي الحاله الأولى تتوزع العناصر المرسومة حول مركز واحد , و في الحاله الثانيه , تتوزع مراكز متعدده و من المستحسن ألا تضم الصورة أكثر من مركز واحد للإهتمام ، فالفنان يضع المحترف مركز الإهتمام في نقطة قريبه من حافة الصورة ؛ إذ ليس من المرغوب فيه وضع مركز الاهتمام في وسطها إلا في حالات قليلة جدا.

و لتعين مركز الاهتمام في الصورة ، يرسم الفنان مستطيلا يمثل مساحة الصورة ، ثم يقسمه إلى تسعة مستطيلات متساوية ، فتتكون النقاط الأربع الداخلية التي تلتقي فيها خطوط التقسيم (المستقيمة) ، و هى مراكز اهتمام قوية توضع فيها العناصر الأكثر أهمية في الموضوع.



و تأسيسا على ما سبق ، لا يصح أن يرتكز خط الأفق في وسط الصورة ، لأنه في هذه الحالة سيقسمها إلى نصفين متساويين ، و هو أمر غير مرغوب فيه.

  • ثانياً : الوحدة و " التراكب " :

و هي عبارة واسعة تشمل عناصر متعددة منها وحدة الشكل – الأسلوب الفني– الفكرة – الهدف من العمل الفني ، و تتم الوحدة في العمل الفني : عندما ينجح الفنان في تحقيق اعتبارين أساسيين :

- الأول : علاقة أجزاء العمل الفني بعضها ببعض.

- الثاني : علاقة كل جزء منها بالكل (الارتباط الوثيق بين العناصر) ؛ فالتشتت و الارتباك أضداد للوحدة , أننا لا نستطيع أن نجعل التشتت في فننا لأننا لا نستطيع أن نتحمله في أفكارنا و حياتنا بكل بساطه.

و لا تعني الوحدة التشابه بين كل أجزاء العمل الفني بل يمكن أن يكون هناك كثير من الاختلاف بين تلك الأجزاء , و لكن يجب أن تتجمع هذه الأجزاء معا فتصبح كتلة واحدة متماسكه. فالعمل الفني الجيد يتميز بوحدة ترابط العناصر المختلفة ، و هو يبدو من دون هذه الوحدة مفككا , و تتجلى وحدة العمل الفني بالإستخدام المناسب للخط و الشكل و الكتلة ، فضلا عن اللون والضوء.

أما التراكب ، فهو التعبير الذي نطلقة حين تعمل إحدى العناصر الداخلة في التكوين على إخفاء جزء من عنصر آخر يقع خلفها ، و هو وحدة التكوين. أما التكوين الغير مترابط فيكون كل عنصر على حِدى ، و لا يكون بينهما توافق ، حيث يتخذ مسار العين بين عناصر اللوحة شكلا مثلثا أو شكلا دائريا أو غير ذلك من الأشكال.

و تتجلى وحدة العمل الفني بالاستخدام المناسب للخط و الشكل و الكتلة و الفراغ و الأضواء و الظلال ، حيث يتشكل الخط مع كل فنان بحسب منهجه ، و هذا الخط يمكن أن يحصر شكلاً مرسوماً بقلم الرصاص أو بالريشة و الحبر أو بالفرشاة و اللون ؛ فالخط في العمل الفني لا يقتصر على ما هو مرئي ، بل إن العين أثناء متابعتها العناصر المرسومة تنشئ خطوط اتصال تربط بينها. و هذه الخطوط الوهمية الناشئة عن حركة العين ، ربما تكون أشد تأثيراً من الخطوط المرئية ؛ حيث يتخذ مسار العين بين عناصر الصورة شكلاً مثلثياً أو شكلاً دائرياً أو غير ذلك من الأشكال. و يستخدم الفنان هذه الأشكال ، بوعي أو من دون وعي ، لتكوين الرسوم ذات التأثير الجمالي السار.

يوحي الشكل المثلثي بالثبات الذي تتميز به الجبال الراسخة ، و هو يستخدم لتصوير المجموعات البشرية ، حيث يمكن إبراز الشخصية الهامة ، أو الشخصية الأكبر سناً ، بجعلها أكثر ارتفاعاً.


و يستطيع الشكل الدائري أن يحتفظ بانتباه المشاهد ، فالمجموعة المكونة من أشخاص أو أشياء بشكل دائري تحمل المشاهد على أن يطوف بنظره داخلها و لا يشرد خارجها.


أما الأشكال المختلفة لحرف ( L ) فهي توحي بالبعد عن الرسمية ، و هي أشكال مرنة مفيدة لتكوين المناظر الطبيعية ، حيث يمكن مثلاً ، تصوير شجرة ترتفع عمودياً ، بالقرب من حافة المنظر ، فوق مساحة من الأرض تمتد أفقياً.

و هنا لا بد أن نميز بين الشكل و الكتلة ، فنحن غالباً ما نخلط بينهما ؛ فالشكل يمثل المضمون الأساسي المراد التعبير عنه بالرسم ، أما الكتلة فهي التي تعطي صلابة الأشكال و تميزها عما يحيط بها.

وإذا كانت الخطوط و الأشكال تسود التكوين بما تحمله من قيم جمالية ، فإن الكتلة تستحوذ على الاهتمام بما لها من ثقل. كذلك يبرز ملمس الأشكال في الكتلة بالظلال التي توحي بالتباين بين الداكن و الفاتح.

و أنت كفنان لك نظرتك الفنية الثاقبة تستطيع إن تحس بوجود الوحدة أو بانعدامها إذا نظرت إلى أي عمل من أعمالك الفنية ومن خلال تثقيف بصرك واثراءة بمشاهدة الكثير من الأعمال الفنية والصور واللوحات وسترى شيئا فشيئا عمق ثقافتك البصرية ونموها وإيجاد الهدف الفني لكل عمل من أعمالك أو من ماتشاهده ترون في هذه الصورة مدى الوحدة بين عناصر العمل والتماسك بين أجزاء العمل وانسجامها جميعا ككتلة واحده تبحر في أعماق العمل من خلال جولة بصريه مستمتعا بما تحويه هذه الصورة من جمال وتدرك مدى الفكر الذي يحويه الفنان الذي التقط هذه الصورة.

  • ثالثاً : التوازن ( أو الأتزان ) :

هو الحالة التي تتعادل فيها القوى المتضادة وهذه الحالة تبعث على الارتياح والسعادة في نفس الإنسان ، كما أن عكسها يبعث على القلق و الشعور بعدم الراحة ، و هو أحد العناصر الاساسية للقيم الجمالية فى العمل الفني ، والذي يعتبر من أسس التكوين في العمل الفني. و يتحقق التوازن فى الصورة إذا تماثلت أو توازنت عناصرها المرسومة ، و التوازن إما أن يكون تقليديا ، يشبه توازن الأشياء في كفتي الميزان أو يكون غير تقليدي ، يشبه توازن شخصين على طرفي أرجوحة.

  • التوازن التقليدي:
في الصورة المتوازنه توازننا تقليديا تكون العناصر المرسومة في نصفها الأيمن متماثله أو متوازنه في نصفها الأيسر ، و هذا النوع من التوازن الذي يستخدم كثيرا في رسم الطبيعة الصامتة ، و يستخدمه الرسامون في رسم المنظر الطبيعي ، أو في رسم الأشخاص المتساوين في الأهميه.


  • التوازن غير التقليدي :
يحدث التوازن غير التقليدي عندما تكون العناصر المرسومة في النصف الأيمن من الصورة غير متماثلة , أو غير متساويه في الثقل ، أو في قوة الجذب مع العناصر المرسومة في النصف الأيسر منها.


فالاتزان هو أن تأتي الأجزاء المرسومة حول النقطة الجوهرية متوازنة تماما ، ويسمى التكوين متوازنا إذا كان مقسما إلى أنصاف متعادلة في المظهر ، ونستطيع بحكم مشاهدتنا للتكوين الفني بتمعن أن نرى إن كان متوازنا ، إذا رأيناه مقسما إلى أنصاف متعادلة في المظهر.



و من المهم أن نعرف شيئا .. أننا لا يمكن أن نصل إلى تحقيق هذا الاتزان بمجموعة من القواعد التى نحفظها و نطبقها ، و لكن يصل إليها الفنان أو المتذوق الفني بإحساسه العميق بتنظيم العمل و اندماجه فيه.

و للاتزان في العمل الفني أربعه أنواع ، هى :

( متماثل ، غير متماثل ، مركزي ، و مستتر ) ؛ فإذا نظرت إلى صورة متوازنة توازناً متماثلاً وجدت أن العناصر في نصفها الأيمن تكاد تنطبق على العناصر في نصفها الأيسر ( أى التوازن الناتج من تماثل الاشكال الموجودة على طرفي اللوحة الايمن والايسر ). وإذا نظرت إلى صورة متوازنة توازناً غير متماثل وجدت أن العناصر فيها تتباين ، بحيث أنك إذا رسمت خطاً عمودياً في منتصفها لما وجدت أن النصفين ينطبقان كما هي الحال في التوازن المتماثل ( أى هو الحالة التي يظهر فيها التوازن دون أن يكون التطابق بين الجانبين كاملا فقد يكون هناك اختلاف من حيث اللون والشكل والملمس ).
و مع ذلك فإن هذا التوازن المستتر ، الذي يعطي الفنان حرية في التعبير أكثر مما يسمح به التوازن المتماثل ، يمكن الإحساس به ، وإن كان يصعب قياسه بالمسطرة ، ولذلك نقول أن التوازن المستتر ( الحسي ) هو التوازن الذي لا تحكمه قوانيين محددة و ثابتة ، بل هو شعور حسي يتأجج في نفس الإنسان عند مشاهدته الاعمال الفنية ، أما التوازن المحوري ( المركزي ) فهو التوازن الذي يتحقق من توزيع أشكال التكوين حول محور ما ، كأن تكون ( بقعة ) في اللوحة ، و غالبا ما تكون في وسط اللوحة ، و نشعر أنها هي الفاصلة في التكوين.



و يعتمد هذا النوع من التوازن غير الملحوظ على نظرية الروافع التي تجعل التوازن بين الأثقال متوقفاً على حجمها و بعدها أو قربها من نقطة الارتكاز. و لعل ميزان القبّان هو خير مثال على ذلك ، فالقبّان آلة توزن بها الأشياء عن طريق تحريك العيار باتجاه الطرف أو باتجاه وسط الآلة. و الفنان يستفيد من نقطة الانطلاق هذه ليوازن الكتلة الكبرى مع الكتلة الصغرى و المساحة قاتمة اللون مع المساحات الأخف لوناً.

فالصورة تظهر متزنة إذا كانت كل عناصرها موزعة توزيعاً متعادلا أي يسيطر على توزيعها قانون التعادل. فعوامل التجمع و التفريق ، و القاتم و الفاتح و الظل و النور و القوة و الضعف ، يتم توظيفها بشكل يريح الرائي و تشعره بتوازن العمل ؛ فأن تجمع مثلا القاتم في جانب و تترك بقية الصورة فاتحه فهذا بلا شك يخلق لديك إحساسا بعدم التوازن ، و بالتالي يؤدى إلى فقدان العمل الفني احد أهم ركائزه الأساسية. و لا توجد قواعد أساسيه أبدا لخلق التوازن .

  • رابعاً : الإيقاع :


الإيقاع الذي نشهده في الحياة بتعاقب الليل و النهار والحياة والموت ، يمكن أن نلمسه في الصورة (العمل الفني) ، عندما تنتقل أعيننا من عنصر إلى آخر فيها من دون تعثر أو ملل. والإيقاع يمكن تحديده على أنه تناوب منتظم لخط أو شكل ، وهذا التناوب الذي يجمع بين الوحدة والتغير ، يولد الحركة في الصورة و يبعد عنها الجمود.

و كثيرا ما يرتبط لفظ الإيقاع بمجالات مبهمة ، و تكون معانيه مرادفة للسرعة أو التناوب أو الزمن ، و أحيانا يكتسي شاعرية سطحية تزيد من غموض معناه. فالبعض يتكلم عن إيقاع المحبة ، و الآخر عن إيقاع الزمن أو إيقاع الرياح .. كل هذا أصبح معتادا عند الشعراء و الكتاب و حتى عند الصحفيين .. بحيث أن كل شيء أصبح في هذه الدنيا إيقاعا لدى البعض..

و الإيقاع هو أحد القيم الجمالية الهامة في شتى مجالات الفنون المختلفة ، و الكلام عنه بحر واسع ليس له شاطئ ، فهو نقطة جوهرية تعتبر إن جاز التعبير ارتكازا لشتى أنواع الفنون ، فالإيقاع (الترديد) في الفن التشكيلي يعرف بأنه الفواصل الزمنية التي تحتاجها العين للانتقال من لون إلى لون ، أو من شكل إلى اخر ؛ و نلاحظ الإيقاع في العمل الفني بتكرار الكتل أو المساحات التي هى بالأساس مكونة من وحدات ، إما أن تكون متماثلة في الشكل أو مختلفة ، و ربما تقترب من بعضها البعض ، أو أن تكون متباعدة.

و من المهم أن نعرف أن هناك عنصرين أساسين في الإيقاع :
- الوحدات : الجانب الايجابي ، و هي التي نعني بها الكتل.
- الفترات : الجانب السلبي ، و هي التي نعني بها المسافات بين تلك الكتل.

  • أنواع الإيقـــــاع :
1- رتيب : و هو تكرار الذي تتشابه فيه جميع الوحدات و الفترات من حيث الحجم و المساحة و الشكل و الموقع و اللون.

2- غير رتيب : و هو الذي تتشكل فيه الوحدات معا بعضها البعض ، و تتشابه فيه الفترات ، و يأتي اختلاف الوحدات عن الفترات فيها شكلاً أو حجما أو لوناً.

3- إيقاع حر : و هو التكرار الذي يختلف فيه شكل الوحدات عن بعضها اختلافا تاما ، كما تختلف فيه الفترات عن بعضها كذلك ، و يقع على مرتبتين :

- إيقاع حر يحكمه ادارك فني عالي ، و تكون فيه الوحدات و الفترات مرتبة بشكل مقبول.
- إيقاع حر عشوائي ، و هو بالتأكيد واضح جدا من مسماه ، أي أن الوحدات و الفترات لا ترتبط برابط معين.

4- إيقاع متناقض : و هو تناقض حجم الوحدات تناقصا تدريجيا مع ثبات الفترات ، أو الاثنان معا.

5- إيقاع متزايد : و هو تزايد في حجم الوحدات تزايدا تدريجيا مع ثبات الفترات ، أو تزايد الفترات مع ثبات حجم الوحدات ، أو الاثنان معا.

  • خامساً : العمق :



يعتمد الفنان على قواعد المنظور ليظهر عمق الصورة ، و هذه القواعد توضح كيف أن جانبي الطريق يبدوان و كأنهما يلتقيان في نقطة التلاشي ( Vanishing Point ) ، على خط الأفق ( Horizon line ) يقع على مستوى النظر ( Eye Level ) على الرغم من أننا نعرف أن الطريق متماثل في العرض ، و كيف أن كل الخطوط الواقعة تحت مستوى النظر تجري إلى الأعلى نحو نقطة التلاشي ، فيما تنحدر كل الخطوط الواقعية فوق مستوى النظر إلى النقطة عينها ، و تصبح الأشجار والأشكال البشرية أصغر كلما ابتعدت عن النظر.

ويعد المنظور من الأخطاء التي يقع فيها المبتدئ ـ أحياناً ـ نتيجة جهله بقواعد المنظور ؛ فأبعاد الأجسام و اتجاهاتها لا تبدو على حقيقتها أثناء النظر إليها ، بل يطرأ عليها تغيير تناسب مع موقع الناظر إلى هذه الأجسام .

ويعرف المنظور بأنه تمثيل الأجسام المرئية على سطح منبسط ( اللوحة ) ، لا كما هي في الواقع ، و لكن كما تبدو لعين الناظر في وضع معين و على بعد معين.

إن المنظور كما تراه عين الإنسان هو ظاهرة بصرية تدخل في تعريفها عوامل فيزيولوجية و ضوئية ، فعندما ينظر الإنسان لجسم ما تتكون لديه صورتان لهذا الجسم تتطابقان لتعطيا صورة واحدة فيها ذلك الإحساس الذي يساعد على تقدير العمق.

  • قواعد المنظـــور :
تتلخص قواعد المنظور بما يلي :

- كل الخطوط المتوازية تلتقي عند نقطة معينة على خط الأفق.
- كل الخطوط المائلة تلتقي عند نقطة التلاشي على خط الأفق.
- تتقارب الخطوط العمودية كلما بعدت عن عين الناظر.
- تصغر السطوح العلوية كلما اقتربت من خط الأفق، و تكبر السطوح الجانبية كلما ابتعدت عن نقطة التلاشي.

  • خط الأفــق :
خط الأفق هو المستقيم الأفقي الذي يقع على مستوى عين الناظر ، و هو يعلو و ينخفض وفقاً لعلو و انخفاض الناظر عن سطح الأرض.

للتأكد من ذلك ، هنالك طريقة بسيطة يمكنك تطبيقها بنفسك ؛ قف على الشاطئ في يوم صحو ، و أنظر باتجاه البحر حيث ستلاحظ أن السماء تلتقي مع الماء في خط مستقيم على مستوى عينك تماماً. إن هذا المستقيم هو خط الأفق. أخفض نفسك و سترى أن خط الأفق ينخفض مع انخفاضك فيما تكبر فسحة السماء و تتقلص فسحة الماء. بعدئذ ، اصعد إلى مرتفع قريب يسمح لك برؤية البحر من أعلى ، و ستلاحظ أن خط الأفق يصعد مع صعودك.


  • نقطة النظر و التلاشــي :
إن خط الأفق هو مستقيم تتابعه بعينيك و يجتاز المنظر المرئي من أوله إلى آخره . أما نقطة النظر ، التي تقع على خط الأفق ، فإنها تظل ثابتة تجاه عين الناظر.

بالنسبة إلى نقطة التلاشي ، فإنه من المعروف في فن المنظور أن الخطوط المتوازية و المائلة تلتقي كلها في نقطة واحدة ، و بما أننا نرغب في نقل هذه الخطوط إلى لوحة الرسم ، لذلك لا بد لنا من إيجاد هذه النقطة ، التي تتلاشى فيها الخطوط ، على خط الأفق.

إن نقطة التلاشي تسمح لنا بوضع الأشياء في مكانها الصحيح على اللوحة ؛ أي بإظهار بعدها الثالث سواء كنا ننظر إلى هذه الأشياء من الأمام أو من الجوانب أو من الأعلى.

  • سادساً : التأطير :



تأطير العمل الفني وسيلة فعالة لحصر الموضوع المنتقى من الطبيعة و جذب اللإنتباه إليه ، و هو يتكون من أحد العناصر المرسومة في مقدمة الصورة كالأبواب و النوافذ و القناطر و الأشجار و قضبان الحديد المتعامدة.

ولابد أن يكون الإطار واضح المعلم حتى يمكن المشاهد من إدراك حقيقته ، فلا يصح مثلا ، رسم فرع شجرة من دون رسم جزعها الثابت في الأرض. كذلك لابد من أن يتوفر الفصل الواضح بين الإطار و الموضوع الأساسي ، و يتحقق ذلك بتجنب الأطر المعقدة ، و بتحاشي الخلط الناجم عن التشابه في الأضواء و الظلال ، فالموضوع هو جوهر الصورة ، و الإطار عامل مساعد من عوامل تكوينها.

و يستحسن البحث عن إطار شامل يحيط بالموضوع الأساسي ، فإذا تعذر ذلك ، يمكن استخدام إطار جزئي يحيط بأعلى الصورة و أحد جانبيها كفرع الشجرة مثلا. و هذا النوع من الأطر مفيد لملأ مساحة من السماء في الصورة ، أو لكسر حدة الاتساع في مقدمتها الخالية.

أما عن التأطير فى الرسم ( مرحلة الرسم ) ، فلا شك بأن كل ما نراه من حولنا في الطبيعة هي في الحقيقة أشكال متنوعة سواء كانوا بشر أو حيوانات أو نباتات أو جماد ؛ فكل هؤلاء يمكن أن نعتبرهم أشكال ، وهذه الأشكال هي في الحقيقة قريبة في أطرها الخارجية من الأشكال الهندسية السهلة الرسم ، لذلك كان من ضمن قواعد رسم الأشكال هو ( التأطير ) أي أن نبدأ بتأطير أي شكل نراه في الطبيعة بشكل هندسي ، و على سبيل المثال إذا كنا نريد أن نرسم وجه لشخص ؛ فما نقوم به في البداية و قبل كل شيء برسم حدود وجه هذا الشخص على شكل مستطيل يحفظ شكل الوجه من أن تضيع منه النسب .. ثم نقوم بتحديد أماكن العينين و الأنف و الفم و الأذن بخطوط أفقية و رأسية ، كما هو موضح في الشكل أدناه.


كذلك الحال بالنسبة لأي شكل نراه في الطبيعة فكثيراً ما يتساءل المبتدئ في الرسم : لماذا نؤطر الرسم و لا نجعل الورقة ذاتها إطاراً له ؟ و الجواب هو أننا بتأطيرنا للرسم نحدد المجال الذي سنتحرك ضمنه ؛ فالتأطير يسهل حساب القياسات أيضاً ، و يساعد على التدقيق في صحة تخطيط الشكل العام للرسم قبل الإنتقال إلى التفصيلات الموجودة فيه ، كما أنه يوفر النسب الصحيحة بين أجزاء الرسم نفسه من جهة و بين أرضية اللوحة من جهة أخرى.

إن أكثر الأجسام المرئية يمكن حصرها ضمن أشكال هندسية يسهل بواسطتها تخطيط النماذج التي نرغب في رسمها ، و مهما كانت أشكال الأجسام معقدة ، فإنه يمكننا تبسيطها و تأطيرها بأطر مختلفة ، و من البديهي القول بأن التأطير ، الذي يتناول الخطوط و الأشكال الأساسية ، ينبغي أن يكون متقناً منذ البداية لأن البداية السليمة تؤدي بالتأكيد إلى نتيجة سليمة.


  • عناصر التكوين في العمل الفني :
( النقطة ، الخط ، المساحة ، الحجم "الكتلة" ، الملمس ، اللون ).

  • أولاً : النقطة :

هي أبسط العناصر التصميمية ، فقد تدل النقطة على المكان وحده ، كما أن النقطة لا أبعاد لها من الناحية الهندسية ، أي ليس لها طول و عرض أو عمق ، و يميل معظم الناس إلى رؤية النقطة كشكل دائري ، كما أن النقطة لا تظهر أي اتجاه إذا استخدمت منفرده. أو هي موضع في حيز ، أو فراغ ليس له طول أو عرض أو عمق.

  • ثانياً : الخط :

هو الأثر الناتج من تحريك نقطة في مسار ، أو هو تتابع مجموعة من النقاط المتجاورة ، و الخط له مكان و اتجاه ، و هو عنصر من عناصر التصميم ذات الدور الرئيسي و الهام في بناء العمل الفني ، و يوجد في الطبيعة بصور كثيرة و متنوعة في معظم أشكالها ، و من أشكاله :

خطوط بسيطة : ( مستقيمة - غير مستقيمة ).
خطوط مركبة : ( أساسها خط مستقيم – أساسها خط غير مستقيم – تجمع بينهما ).

وهذه التقسيمات أوليه ، و لها تقسيمات فرعية ، مثل :

خط ( أفقي – رأسي – منحني – مقوس – انسيابي – مائل – منكسر – متوازي - متعامد ... الخ ).

  • ثالثاً : المساحة :

هي بيان لحركة الخط في اتجاه مخالف لاتجاهه الذاتي ، و يشكل الخط مساحة ، و المساحة لها طول و عرض ، و ليس لها عمق ، و قد تكون مساحة أولية لاشكال هندسية منتظمة كالمربع أو المثلث المتساوي الاضلاع أو الدائرة.

و المساحات المتعددة في العمل الفني المصمم تختلف عن بعضها في عدة نواحي هي :

عددها : ( أي عدد المساحات التي تدخل في حدود التصميم ).
حجمها : ( أي أصغر أو أكبر المساحات بالنسبة لبعضها البعض ، و بالنسبة للمساحات الكلية للعمل الفني ).
موقعها : ( أي موقع المساحات بالنسبة لحدود إطار العمل الفني ، و موقعها بالنسبة لغيرها ).
شكلها : ( أي شكل المساحات ؛ فالمساحة قد تكون مربعاً أو مثلثاً أو أي شكل هندسي آخر مفرد , و قد تكون نتيجة لدمج أكثر من شكل هندسي مع إجراء بعض التجريب و التعديل و الحذف و الاضافة لانتاج مساحه ذات طابع خاص ).

و تتخذ الاشكال في الفن عدداً من التصنيفات :


  • اشكــــال هندسية.
  • اشكــــال عضويه.
  • اشكــــال طبيعية.
  • اشكــــال مجردة.
  • اشكــــال تمثيلية.
  • اشكــــال غير تمثيلية.
  • اشكــــال موضوعية.
  • اشكــــال غير موضوعية.

  • رابعاً : الحجم :

هو بيان حركة المستوى ( السطح ) في اتجاه مخالف لاتجاهه الذاتي ، و يشكل حجم التكوين ، وله طول و عرض و عمق ، و ليس له وزن ، و يحدد مقدار الحيز الذي يشغلة الحجم من الفراغ ، و يمكن انتاج هيئات فراغية اوليه منه ، كالمربع من تكرار الملث المتساوي الاضلاع اربع مرات ، كما يمكن الوصول الى اشكال ثنائية نتيجة لدمج مسطحات تشكلية ، كالمربع و المثلث لانشاء المخروط.

وتنقسم الاشكال المجسمة الى :

  • هندسي منتظم.
  • هندسي شبه منتظم.
  • هندسي غير منتظم.
  • هندسي يتسم بالعضوية.

  • خامساً : الملمس :

تعبير يدل على المظهر الخارجي المميز لأسطح المواد اى الصفة المميزة لخصائص أسطح المواد التي تتشكل عن طريق المكونات الداخلية والخارجية وعن طريق ترتيب جزيئاته ونظم إنشائها في نسق يتضح من خلالها السمات العامة للسطوح . وهي :

1- ملامس من حيث الدرجة : ( ناعمة – خشنة – منتظمة – غير منتظمة ).
2- ملامس من حيث النوع : ( حقيقية – ايهاميه ).

* أولاً: الملامس الحقيقية : ( هي التي نستطيع ان ندركها من حيث حاسة اللمس والبصر نتيجة تباين مظهرها السطحي ) ، و تنقسم الملامس الحقيقية الى :

أ- ملامس طبيعية : ( عناصر نباتية - عناصر حيوانية - جماد ).
ب - ملامس صناعية ، و هي كما يلي :

  • ( يمكن ان تتحقق عن طريق استخدام تقنية الحفر ).
  • ( يمكن ان تتحقق عن طريق العجائن اللونية ).
  • ( يمكن ان تتحقق عن طريق تقنية التوليف ).
  • ( يمكن ان تتحقق عن طريق تقنية البصمة ).

* ثانياً: الملامس الايهاميه : ( هي التي يمكن ادراكها بحاسة البصر دون ان نستطيع تميزه عن طريق اللمس ، و يعرف هذا النوع بالملمس ذو البعدين ).


  • سادساً : اللون :

هو ذلك التأثير الفسيولوجي الناتج عن شبكية العين سواء كان ناتجاً عن المادة الصباغة الملونة أو عن الضوء الملون ، فهو اذن احساس و ليس له أي وجود خارج الجهاز العصبي للكائنات الحية ، وله ثلاثة خواص هي :

  • كنة اللون : يقصد بها اصل اللون ، و هي تلك الصفة التي نميز ، و نفرق بها بين لون و اخر.
  • قيمة اللون : يقصد بها درجة اللون التي يتصف بها اللون ، اى التي نقصد بها ان هذا اللون فاتح او غامق.
  • الكرومـــا : يقصد بها الصفة التي تدل على مدى نقاء اللون ، اى درجة تشبعة او مقدار اختلاطه بالالوان المحايدة ( ابيض ، درجات الرمادي ، اسود ).

و اللون ينقسم الى ثلاثة اقسام هي :

ا- ألوان أساسية ( أولية ) : الاحمر - الاصفر - الازرق .
ب- ألوان ثانوية : هي الألوان التي تنتج من خلط أى لونين أساسيين ، و هي ( البنفسجي - البرتقالي - الاخضر ).
ج- ألوان ثلاثية : هي الالوان التي تنتج من خلط لون اساسي مع لون ثانوي.
د- الوان محايدة : هي ( الابيض - درجات الرمادي - الاسود ).


  • نأتي الآن إلى العلاقات الإنشائية للتكوين في العمل الفني ، و هى :

  • التبايــــن :
و هو أن نجمع بين طرفي نقيض ونجعل ذلك الشئ مختلفا تماما ، و ننتقل به من حالة الرتابة و الشئ المطروق و المعتاد عليه إلى الإثارة و الانتقال المفاجئ ، بشكل أخر أو بمعني آخر هو الاختلاف ، و يكون التباين في العمل الفني في عدة أشكال:

  • تباين في اللون.
  • تباين في الحجم.
  • تباين في اتجاه الخطوط.
  • تباين في المساحات.
  • تباين في الشكل.
  • تباين في الملمس.


  • التوافــــق :
وهو عكس التوافق تماما بمعني أنه الحالة التي يرتبط فيهما شيئين أو عنصرين من خلال التدرج ، و يطلق عليه عموما التدرج ، و له انواع ، و هي كالتالي :

  • تدرج في اللون.
  • تدرج في الحجم.
  • تدرج في المساحة.
  • تدرج في الشكل.
  • تدرج في الملمس.
  • تدرج في اتجاه الخطوط.


  • الســـــــيادة :
و تعريفها أن يزيد و يطغى عنصر من العناصر المميزه أو أكثر على باقي عناصرالتكوين شكلا أو حجما أو ارتفاعا أو مساحة وبالمختصر المفيد : هو مركز جذب النظر في العمل الفني فانت بمخيلتك ونظرتك الفنية تريد ان يرى المتلقى ماتهدف اليه وماهو عنصرك الذى ترغب أن يكون مركز الجذب للنظر فقد يكون طريقا.. او.. صخرة .. و قد تكون .. عيون .. أو فم الى ما هنالك حسب عملك وما ترمز اليه فكرتك و رؤيتك و نظرتك.

و أنواع السيادة في العمل الفني ، كالتالي :

1-السيادة عن الطريق اللون.
2-السيادة عن طريق الحدة.
3-السيادة عن طريق القرب.
4-السيادة عن طريق العزل.
5- السيادة عن طريق الملمس.
6- السيادة عن طريق الحركة والسكون.
7- السيادة عن طريق توحيد اتجاه النظر.
8- السيادة عن طريق اختلاف شكل الخطوط وعناصر التكوين.


  • النسبة و التناسب (Alignment) :
النسبة بمعنى الملائمة مع شيء أخر من صفة أو يختلف عنه أو بطريقة هندسية ، و يمكن القول أيضا بمعني أوسع أنها العلاقة في الحجم و الكم و الدرجة بين شيء و آخر. فلابد أن نراعي النسبه في العناصر المرسومة , فمثلا لايمكن ان تكون متناسبه في الورق ، فإذا كانت الورقة كبيرة فينبغي أن تكون العناصر كبيرة ، و هكذا ..
إذا فالتناسب هو مفهوم يعبر عن المواءمة التي تنتج كل من التجمع وتنظيم المعلومات لخلق نظام داخل التصميم ككل.

- اذا كان التصميم الجيد لا يكتمل إلا بالوحدة بين عناصره ، فالوحدة لا تكمل مالم يكون هناك تناسب بين العناصر ، الذي يضيف عمقا و ثراءاً للتصميم.

- علاقة النسبة و التناسب في التصميم تخضع إلي المنطق الهندسي لا الجبري لان العمل الفني يتكون من علاقات بين عناصر و اشكال مادية ملموسة لها طابع هندسي.

- يستطيع المصمم ان يحقق التناسب بين المساحات الفارغه  أو المفردات و العناصر أو الكتل داخل التصميم حسب الحجم ، فكلما كبر الحجم احتجنا لاتساع اكبر ، و العكس صحيح.

- الالوان ايضا ، مثل استخدام لون معين و استخدام تدرجاته او لون اخف منه مثلا ، لتحقيق هذا التناسب داخل التصميم مع عناصره .

- فكرة التناسب تأتى بعمل توازن بين الكتل في التصميم ، و الكتل تعني العناصر و المفردات و الخطوط و الالوان و المساحات الفارغه.

  • الشكل والأرضية :

الشكل هو العنصر الايجابي ، و الأرضية هي العنصر السلبي. و الشكل هو العنصر الأساسي المراد التعبير عنه ، في حين أن الأرضية أو الخلفية تمثل المحيط الملائم الذي يتناسب مع شكل العنصر و يؤكد على ابرازة و ظهوره.

  • خلاصة لما سبق :
إن التكوين في العمل الفني يرتكز على عدد من القواعد الفنية التي يعتمد عليها الفنان , و هذه القواعد الأساسية تعتبر أداه و معايير لنقد العمل الفني من حيث أهميتها و كونها السبيل لإبراز المضمون و الموضوع الأساسي بشكل جيد و مقبول فنياً , و من القواعد المتعارف عليها ، إن كل ما سبق هى قواعد لرسم عمل فني يتسم بقيمه الجمالية الخاصة ، و كلها توجيهات فنية لمحاولة الظهور بالعمل الفني بشكل جيد.

و من جهة اخرى ربما القول انها سبيل لقراءة العمل الفني و انتقادة ، و لكن للفنان أسلوبه الخاص وفنه وليس عليه أن يمتثل لهذه القواعد بشكل ممنهج فطالما رأى الفنان بعينة و حسة الفني فكرته و قرأها و أحس بتواجده فيها ، عند ذاك ينكسر كل حاجز ، فالإبداع ليس له قاعدة معينة مطلقا ،  وليس حكرا لاحد أو على احد فأطلقوا لمخيلتكم العنان و انثروا إبداعاتكم بكل حرية فلا يوجد اثر للقيود.


الاستلهام من الأشكال المركبة في المنمنمات الإسلامية - (2)

عنوان العمل: حلم الصعود. مساحة العمل: 30 × 30 سم. الخامات والوسائط المستخدمة: ألوان مائية وجواش وأقلام باستيل على ورق. عام الإنتاج: 2008م. ا...