السبت، 30 نوفمبر 2013

حلم، حقيقة، وخطأ

لنحلم..

من حق كل شخص أن يحلم بما يريد..
يرسم حياته التي يحب، ويصبح كما يتمنى..
من حقك.. فلا تحرم نفسك، وإن كثر الضاحكون..
احلم، واستمتع بحياتك..

لوحة (الحلم) للفنان بابلو بيكاسو، زيت على توال، 1932م.

  • حقيقة:
نعاني كثيراً من مشاكل تعطل أيامنا، وتكدر صفو حياتنا، نهاراً وليلاً تشغلنا، تأكل وتشرب معنا، ننسى الضحك معها، ونتحد بالهم والحزن بسببها، وفي لحظه لم تحسب لها حساب تحل المشكلة، ويستمر اليوم بعكس ما ابتدأ به يوم عادي فرح وسعادة، يغمرنا النشاط، والأفكار تجتاح سمائنا، نظره إيجابية لكل ما حولنا، يوم كأي يوم، وقد يكون أفضل، وفجأة ودون سبب أو مبرر، يغمرنا الحزن مره أخرى، ونبدأ بالبحث عن كل ما يزيد همنا، وبسبب أتفه الأمور نفتعل المشاكل مع الكل.

لكن ما السبب الحقيقي وراء تقلب المزاج المباغت؟

ترسبات المشاكل وراء تلك المشاعر التي بدون مقدمات تنبع، سببتها مشاعر قديمة وأحداث مؤلمة مع بعض الأشخاص أو عُرضنا لمواقف بسبب الغير لا ذنب لنا فيها جرح مشاعر، أو إهمال عُوملنا به، ظلم قيدنا، وأوضاع أجبرنا عليها.

لهذا أعط نفسك يوم استرخ فيه وتأمل مواقف مررت بها قديماً، وحاول ان تتخلص من تلك الترسبات بأن تضع حد لها، فإن كنت تعاني بسبب شخص، صارحه وأنهي معاناتك معه، وأن لم تستطع، فتخلص من المشاعر السلبية بالطرق المعروفة الآن في مجال تطوير الذات (العلاج بخط الزمن – تكديس الإرساء – تحطيم المعتقدات السلبية)، أبحث عن حل، لا تستلم لهذه الأمور التي قد تحول حياتك لجحيم، وهي أتفه من أن نذكرها.

حقيقة، انظر إلى الجانب المشرق في حياتك تشرق حياتك.

لوحة (صرخة)، من أعمال المدون، أحبار ومواد مختلفة على ورق، 1997م.

"هل للصرخات ترجمة ومعاني،، وهل لنا الحق أن نصرخ،، ومن يفهم هذا الصراخ،، لا أحد .."

  • أخطأت:
كنت أتحدث مع أحد أصدقائي وإذا به يتصرف بغضب وعصبيه، حاولت أن أوضح له وجهة نظري إلا أنه استمر في غضبه حتى نسيت أنه غاضب مني، لم افهم لماذا غضب، فقد كنت صريح وواضح معه وأتحدث بكل بساطة، لكنه مع هذا كله غضب مني.

قبل أيام غضبت أنا بدوري من أحد أصدقائي، ومازلت اشعر بغضب كلما تحدثنا أو حاولت الاتصال به، واليوم أعدت الكره، أخذت بعض الوقت أفكر بما حصل عند اختلاف الآراء، يتمسك كل واحد منا برأيه، وكأنه على صواب دائم، وأحيانا يكون لكلانا وجهة نظر صحيحة لكنها من زاوية أخرى، وهذا ما يخلق بعض التوتر والغضب دون أن نعيه.

في لحظه ننسى أن التجارب التي تمر علينا والخبرات التي عرفناها في حياتنا كونت صورة وواقع في عقلنا الباطن مما يجعلنا نحكم على بعض الأمور بسرعة قبل أن نأخذ بعض الوقت في التفكير، فبعض الأمور طبعت في رؤوسنا على أنها صحيحة وحقيقتها خاطئة، أو قد تكون صحيحة في ذلك الوقت، ولكن ليس لكل وقت، البعض لديه خبرات اقل ونظرته للأمور محدودة فبناء عليها يكون رأيه.

لهذا يجب أن نتذكر أننا نرى الحقيقة من خلال تجاربنا نحن، وخبراتنا والقيم التي زرعت على مر السنين، وكثيرا ما نخطئ في طرح حقيقة معينه والتمسك بها وبعد فترة نكتشف الواقع، وكثيراً ما نشكك في صحة رأي أي شخص خاصة إذا كان أقل منا خبرات أو أصغر عمرا.

فلنقبل بوجهات النظر المختلفة، فمنها نستطيع أن نكون أراء جديدة وفكره قوية، فكل ما وسّعنا دائرة المعرفة لدينا زادت خبراتنا وفهمنا للواقع، لهذا فلنراقب أفكارنا وخبراتنا ونراجعها ونحسن من أنفسنا، ولكل من أخطأت في حقه عذراً.

لوحة (طائر الاحزان)، من أعمال سعيد القطان، حبر على ورق، 2001م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الاستلهام من الأشكال المركبة في المنمنمات الإسلامية - (2)

عنوان العمل: حلم الصعود. مساحة العمل: 30 × 30 سم. الخامات والوسائط المستخدمة: ألوان مائية وجواش وأقلام باستيل على ورق. عام الإنتاج: 2008م. ا...