الاثنين، 11 نوفمبر 2013

كيف ترسم

بداية أحب أنوه أن الموضوع عبارة عن اجتهاد شخصي وخلاصة ما اكتسبته بالمجال سواء بالدراسة أو بالخبرة الحياتية أو بالتجريب. الأمر الذي يحتمل الصواب والخطأ، وأننا لسنا في صدد نلقى دروساً تصنع الموهبة، فالموهبة من عند الله، والموهبة هي حب الشيء وليس القدرة على فعله، فما تحبه ستقدر عليه، فإذا كان لديك نواة الحب فإننا فقط ننميها، ونتحدث في الخطوط العامة التي تربط الأشياء، وتفتح الأبواب لمزيد من الدرس والتعلم. ولكي يكون العمل جميلاً فليس بالضرورة أن يكون معقداً، فالبساطة هي الجمال، والتلقائية والفطرة هي روح الفن.


أما بالموضوع الذي نحن بصدده الآن فإني أعتمد بالمقام الأول أن راغبي احتراف الرسم محبين للموضوع. لديهم قدرة فعلية على الخيال. لأن الرسم في حقيقة الأمر لا يدرس؛ فالرسم هو نقل صورة بالخيال أو بالواقع مستخدمين أداة ما على فراغ أبيض - يسمى اللوحة - يسهل أو يصعب اختراقه لنقل تلك الصورة عليه. الأمر الذي ينقلنا مباشرة لصلب الموضوع وهو الفرق بين الرسم والتصوير. والرسم هو بداية التصوير أو المرحلة الأولى التي نمر من خلالها بعدة مراحل لنصل من رسمه إلى صورة؛ ففن التصوير يعرف على انه تنظيم للألوان بطريقة معينة على سطح مستو ويعرف على انه فن تمثيل الشكل باللون والخط على سطح ذي بعدين من خلال الصور البصرية، كما يعرف باعتباره الفن الذي تكون من التنظيم الخاص للأفكار وفقاً لإمكانات الخط واللون على سطح ذي بعدين، ويعرف كذلك على انه فن التعبير عن الأفكار والانفعالات من خلال ابداع بعض الخصائص الجمالية المحددة وبواسطة لغة بصرية ثنائية البعد. فالفارق الجوهري بين الرسم والتصوير التشكيلي أن الرسم يتم بالخط فقط، مع الاهتمام بعنصر الضوء والظل ايضاً، اما التصوير فيتم اساساً بالمساحات والبقع اللونية، كما ان فن التصوير يتضمن خمسة عناصر رئيسية هي:
  • ايقاع الخطوط.
  • تكثيف الأشكال.
  • الفراغ.
  • الأضواء والظلال.
  • الألوان، فاللون هو أكثر هذه العناصر اهمية بل هو جوهر فن التصوير.
فعندما كنا أطفالا لم يكن لدينا القدرة في تمييز البعد الثالث - وهو العمق - طبعا، فنجد في رسوماتنا انها لا تحتوي هذا البعد أبدا. بل ويصعب على خيالنا مجرد إدراكه، فالرسمة كما قلنا هي محتوى على سطح أفقي ذو بعدين فبالتالي من البديهي أن تكون الرسمة ذات بعدين فقط " طول وعرض " أما الصورة التي نأخذها من الكاميرا فهي كاملة الملامح ذات ثلاثة أبعاد طول وعرض وعمق؛ أليس كذلك. ولتحويل الرسمة إلى صورة نمر بعدة مراحل، وهي:
  • تأثير الظل والنور.
  • المنظور.
  • الخامة.
  • الملمس.
  • اللون.
  • التكوين. 
ونحن بصدد دراسة كل مرحلة بشكل مستقل لنصل بالنهاية إلى نتيجة "الصورة" وليس الرسمة.

يفضل بعض المدرسين تأجيل الظل والنور إلى آخر دروس الرسم. لكني أعتقد أنه بداية الدروس بسبب أن تنفيذ الدرس. يتطلب تعلم بعض المهارات والتقنيات الأساسية التي من البديهي أن نتعلمها مع تطبيق الظل والنور في نفس الوقت.

أولا .. لنتعلم بعض الأساسيات قبل البدايه والدخول مباشرة لصلب الموضوع، فالرسم حالة قبل أن يكون مهنة .. بمعنى أنه يتطلب بدرجة كبيرة أن نكون في حالة شعورية ما .. أو روحانية أيا كان المسمى لندخل داخل جو أو موود الرسم .. الكثير من الرسامين يكونوا موجودين أصلا بالموود الخاص بهم.. والبعض يصنع الموود بنفسه .. بمعنى أن يهيأ الجو العام قبل البدء لتهيئة نفسه وروحه وخياله لسبر أغوار ذلك الفضاء الأبيض الغامض لصنع صورة ما .. فيلجأ البعض لاختيار توقيت معين ما .. يختلف من شخص لآخر .. أنا أفضل بعد منتصف الليل وأحبذ الوحدة .. ثم نبدأ بتجهيز المعدات من بري الأقلام وتجهيز الألوان .. ثم تظبيط الجلسه ووضع اللوحة في الوضع المريح بالنسبة لي .. انا أفضل الأفقي .. لاسيما من صنع مشروب مفضل .. وبدأ موسيقى يستحسن أن تكون هادئة، والصورة التالية لتوضح كيف نبري قلم الرصاص.


ولا مانع من أن أقوم بتحفيز خيالي. بالمرور بالنظر على ما أنجزه آخرون وياسلام لو لوحات لمشاهير الفنانين .. من المدارس القديمة .. ولكن ياريت لو من نفس المدرسه التي سنعمل بها .. " جربوا بول شاجان " في المدرسة الواقعية كبداية ، ثم نبدأ بتظبيط الجلسه أو الوقفة كما تريد ..

ونبدأ بالأدوات .. التظليل باستخدام أقلام الرصاص دوما هي البداية .. كأن نتخيل اننا نشاهد منظرا من فيلم أبيض وأسود .. أو صورة قديمة ونحاول أن نكتشف ألوانها الحقيقية وتنفيذ درجاتها بلوني الأبيض والأسود ودرجاتها .. ويكون لأقلام الرصاص مجموعة من الدرجات و تختلف عددها لكل شركة مصنعة .. حيث تتدرج اقلام الرصاص بالنسبة للصلابه من درجة H6 (وهي أكثر الدرجات صلابه وجفاف) من خلال الدرجات H5, H4, H3 حتى H بعد ذلك HB ، ثم B ويتدرج إلى B5, B4 B ,B3 , B2 حتى B6 (أكثر الدرجات ليونه وطراوه) ، أما درجة HB فهي درجة متوسطة فيمكن استخدامها عوضا الدرجات الأخرى , مع كثير من الضغط على القلم يعطي درجة قويه .. ومع ضغط أقل يعطي درجة خفيفة ، أما درجة F فهي درجة متوسطة وخفيفة يمكن إستخدامها للخط الخارجي للشكل أو للرتوش النهائية للتظليل .


ومن خلال خط الإعداد التالي نوضح تدرج اقلام الرصاص .. B6ا<----H6 <-----H2 H F HB B B2 .. ناعم صلب


فهذا المقياس يبدأ من الجاف الصلب H ويزداد صلابه كلما تدرجنا بلأرقام إلى أعلى .. كما نفقد وضوح الخط مع إرتفاع القلم ، مثلا : درجة H2 أغمق من درجة H5 وهــــكذا .. حيث تكون درجاتها كالتالي ..

9H ... 4H 3H 2H H F HB B B1 2B 3B 4B 5B 6B .... B9 E EE
<-------------- اغمق ---------- افتح -------------->

وتكون الدرجات .. HB ، H بدرجاتها لرسم الخطوط و الخطوط الرئسية .. اما B ، 2B فتبدأ بوضع الظلال الخفيفة و 4B ، 9B لأماكن الظل الغامق و تدكين الظلال النهائية .. فالدرجات الطريه السهلة فهي تبدامن B وتزداد سهوله وطراوه كلما تدرجنا بالأرقام إلى الأعلى وتعطي لونا اغمق يميل إلى لون الفحم كلما إزدادت درجاتها ..


وتتمثل نقاط القلم فى : النقطة الحادة ، وتستخدم في ( الخط الخفيف .. الخط الحاد .. التظليل .. الرقيق والسميك ) ، أما النقطة المستديره ، فتستخدم في ( الضربات العاديه .. التظليل ) ، والنفطة المشطوفة أو المسطحة تستخدم في : ( الضربات الصريحة .. التظليل الناعم ) ، وأخيرا النقطة الطويله تستخدم في ( تظليل الكتله .. الضربات الواسعة .. السميك والرقيق ).



ويعتقد العديد ان الامساك بالقلم لا يشكل فارق ولكن هذا اعتقاد خاطئ .. والصورتين التاليتين التالية توضحا طريقة مسكة القلم لعمل الخطوط والطريقة الصحيحة للأمساك بالقلم ..











والصورة التالية توضح لطريقة الصحيحة لمسك القلم لعمل الظل وتستعمل ايضا في عمل الخطوط وهي لا تترك تحديد داكن في أطراف الرسمة.


اما الورق فغالبا نستعمل نوعين من الورق (الكانسون - الفبريانو) ويكون نوع هذه الاوراق خشن ليساعد في عملية التظليل. وتأتي هذه الاوراق بجميع الالوان. وتوجد كراسات بنفس الاوراق.


هناك قاعدة عريضة بتقول لازم عينينا تنظر أكثر ما ايدينا ترسم! بمعنى لازم أعود عيني إنها تقوم مكان عدسة الكاميرا بنقل التفاصيل جزء بجزء إلى المخ ومن ثم الى الأصابع. وبما إننا لابد لنا من نقل شكل ما. دعنا نتعرف على بعض الاصطلاحات:

1 - الخط الخارجي outline
وهو بداية تحديد اي شكل مراد رسمه. وعبارة عن خط خفيف أو مجموعة خطوط ترسم أكثر من مرة إلى أن نصل إلى شكل نهائي نرضى عنه أولا ويضاهي الحقيقة إلى أقرب درجة ثانيا. مع الوضع في الاعتبار بأن هذا الآوت لاين سيختفي داخل حدود التظليل لعدم وجوده أصلا في الواقع. فلا يوجد خط خارجي يحدد الأشياء في الحقيقة. ولكنه موجود بمرحلة الرسمة فقط!



2 - الدرجة اللونية الافتراضية default tone
وهو ناتجه من حالة التظليل العادية بالرصاص. وهي أخف درجة لونية ممكن أن نحصل عليها باستخدام التظليل. ونعتبرها أكثر درجات الإضاءة وضوحا.


3 - اتجاه التظليل shading direction
وهنا نستفيد من استخدام خطوط الحركة للقلم لصلاحنا مما يفيد في إظهار بعض الملامس.


4 - التماثل أو السيمترية
وهي تشابه نصفي التصميم إلى حد يقارب التماثل. وهو ما يعتبره أغلب الأساتذة ضعفا فنيا اللهم إلا في حالات قليلة جدا مثل الزخارف أو الاضطراريات كنقل طبيعة صامتة سيمترية بالفعل.



5 - منظر أرضي - بحري landscape - seascape
مش محتاج تفسير!



اما بالنسبة للضوء فينقسم في مجمله الى نوعين: ضوء طبيعي وهو ضوء الشمس، ومصدر صناعي مثل اللمبات،.. الخ، ويؤدي تأثيره العام إلى إحداث مجموعة من العناصر الأساسية في الصورة، وهي كالتالي:
1 - بقعة الضوء الساقط.
2 - الإضاءة الوسطى.
3 - منطقة الظل.
4 - الضوء المنعكس.
5 - ظل الجسم الناتج.





وقد يصل بنا تأثير الظل والنور الى توضيح الفرق الأساسي بين جسم مسطح وآخر مجسم، فعند سقوط الضوء على جسم مسطح مثل الورقة باتجاه مباشر فإن الضوء ينتشر على سطح الورقة بشكل عام بدون أي تدريج. ولكن عند سقوطه على جسم مجسم مثل الاسطوانة. فإن المنطقة المواجهة للضوء تكون أكثر تعرضا. وكلما بعدنا عن مصدر الإضاءة تقل درجة الضوء تدريجيا نتيجة لبعدها ولدورانها. فإذا استطعنا رسم أول تأثير للإضاءة بالتالي نستطيع إظهار الاستدارة للشكل الاسطواني وهي أول مرحلة في إظهار البعد الثالث. اي تصويرها.



إن التظليل من الغامق للفاتح باستخدام جانب السن. فلا بد من ممارسة الكثير والكثير من تأثيرات القلم الرصاص واستخدامها بشكل مباشر في كراس التدريبات. ياريت نستخدم زي ما قولنا ورق الكانسون الخشن أو الفابريانو المحبب هيسهل علينا كتير وهيدينا تأثير مبهج جدا .. ده غير انه أقوى والشغل عليه ممتع ونتائجه أفضل. وأول هذه التمارين هي التدريج من الفاتح إلى الغامق أو العكس. وياريت نجربه ببري القلم بحيث يكون الجزء المبري طويل والسن أيضا. بحيث يكون في إمكانية أن يلمس أكبر جزء من السن طرف الورقة، كما في الشكل.


وهنا يظهر تأثير الضوء من خلال درجة لونية من جانبين. جانب يظهر فيه خطوط الحركة الخاصة بالقلم باليمين ولا تظهر باليسار.



والصورة التالية لشكل عام يوضح الأساليب العامة للتظليل (shading) وتكنيك كل منها.


وهنا تمرين أساسي وضروري وهو رسم شكل اليد طبعا بارسم ايدي الشمال لو بارسم باليمين أو العكس أو أصور ايدي ع الموبايل في أي وضع وارسمها.


وتمرين آخر لطبيعة صامتة هنجيب كوباية زجاج فاضية طبعا عشان صعبة شوية لو مليانة، وهنطلع كراس في مساحة عادية 25 × 35سم، ونقسم بخط بسيط يكاد لا نراه الصفحة نصفين بالطول .. ونبص ع الكوباية كويس .. بعدين نحاول نرسم نصفها الشمال .. بخط بسيط جدا برضو علشان كده كده هيتمسح الآوت لاين .. فوهة الكوباية شكلها بيضاوي ويكاد يتطابق مع قاعدتها.. بعدين .. أحاول أعكس النصف الشمال أخليه يمين .. بشرط إني أرضي عنه. بمعنى مش لازم الرسمة تخلص مهم تكون مظبوطة. والصور التالية توضح ما أقصده.





هنا انتهينا من مرحلة الآوت لاين (الخط الخارجي للكوبايه) .. نيجي للمرحلة الأهم .. أو حاجة بنعملها في تظليل موضوع زي ده .. اني لازم أتخيل ان ده شكل مجسم ف نفس الوقت شفاف .. ازاي ممكن أظهر استدارة شكل اسطواني زى ده ؟

الأول أبدأ درجة تون خفيفة جدا بجنب القلم وأحاول أحرك إيدي يمين وشمال بكامل الرسمة مع مراعاة حاجتين .. ما أبينش حركة القلم .. وأحاول اني أجيب أخف درجة لون ممكنة .. تاني حاجة .. أتخيل اتجاه معين للضوء , وخلينا نفترض انو من ع اليمين .. بديهي نص الكاس اليمين هيكون مضيء جدا وشديد اللمعان .. وكل ما أبعد ناحية الشمال يقل اللمعان .. ويغمق درجة اللون.

يبقى الي هنعمله اننا نبدأ نظلل أغمق ف أغمق طول ماحنا رايحين يمين .. بس نفتكر ان ده زجاج شفاف يبقى التدرج اللوني هنا بسيط بس موجود .. واحاول ف نفس الوقت أخفي الآوت لاين لأنو مش موجود بالحقيقة .. مهم جدا اني أفتكر أعكس اتجاه الظل في الفوهة .. لأن جدار الكاس طبيعي بيرمي ظل وراه مباشرة .. وأفتكر نقطة كمان .. اللمعان الموجود بسبب النور على الزجاج .. وده بالجومة بنمسحو مباشرة .. وافتكر كمان ان الزجاج له سمك مش زي الورقة .. يبقى الشكل البيضاوي للفوهة ياريت يكون مزدوج وتأثير الإضائة طول ما هو باين في السمك يدي إيحاء بالتجسيم.

آخر حاجة بعد ما نكون أخفينا الآوت لاين تماما متبقي اننا نعمل الظل الي رماه الكاس على الأرض وهو في الاتجاه عكس الضوء وبيكون بشكل مقارب للكاس نفسه لو ضوء قريب وصناعي وبيكون مفروش زيادة لو ضوء شمس وبيكون التون (الدرجة اللونية) أقل حدة من الضوء الصناعي.. ودى بعض النماذج في الصور التالية:











وده تمرين تكملة لموضوع الطبيعة الصامتة .. هنجيب عنصرين المرة دي أو تلاتة بالكتير .. مش أد بعض في المقاس خلينا نقول مثلا تفاحة وكباية وإزازه .. ليه الـ 3 عناصر دول بالذات ؟ أولا لأنهم أشكال مجسمة مختلفة في الأطوال والخامات .. وشكل تجسيمهم .. طبعا أول حاجة .. أرتب العناصر دول بحيث يديني شكل منظم ,, مش ضروري يكون مترتب .. بس ليهم إحساس المكان الي هو ايه ؟؟ الي هو علاقة الكتلة بالفراغ .. وده أمر جدا مهم بالرسم .. إني أحاول أخلي في نوع من الترابط او الهارموني بين العناصر المرسومة وبين فراغ الرسم المحيط .. ده بيدي انطباع أحلى .. تاني حاجة .. أحاول اني أخلي في نوع من العلاقة بين الأطوال وأحاول أركز وانا بانقل الآوت لاين اني أخد بالي من العلاقات دي .. يعني مثلا ماينفعش تكون الكاسه أطول م البراد .. أو ان التفاحة أعرض من السلة .. الخ

خلاص رتبت العناصر وعيني ارتاحت للترتيب .. أبدا انقل .. مهم جدا .. اني اعمل برواز خارجي بالمسطرة او بإيدي يبعد لو 1سم عن حافة الصفحة .. واعمل برواز داخلي بايدي خفيف جدا يبعد عن البرواز الأول حوالي 3سم عشان يحصر الرسمة جوا محيط منتصف الصفحة .. ومن النقط المهمة جدا طبعا نظافة الصفحة من الرصاص الي بيعملو ايدي .. ممكن أحط ورقة أو كلينيكس تحت أيديا ! والآوت لاين زي ماتفقنا هيكون خفيف جدا .. عشان أقدر أعيده مرة واتنين وتلاتة لغاية ما أوصل للخط الي أرضى عنه ويكون أقرب شيء للواقع .. وما أبدأش أشتغل إلا لما أوصل للمرحلة دي .. خلاص خلصنا الآوت لاين ؟ .. لسه طبعا ! أبدأ منين .. ده مهم .. اتخيل أولا خط في شكل مستوى أفقي الي هو أرضية الصفحة .. ولو العناصر على ترابيزة .. أرسم الترابيزة الأول .. وابين آخرها من أولها .. وبعدين أرسم العناصر .. باني أحط خط وهمي يقسم كل الأشكال السيمترية نصفين ممكن أستخدم القلم في القياس اليمين من الشمال .. وابدأ أرسم نصفها الأول الشمال وبعدين أنسخه بالضبط ع اليمين.


بعدين أمسح كل الخطوط التوضيحية بعد ما أكون وصلت للشكل المقارب الأخير ودي مش هنوصلها قلنا غير بعد تالت أو رابع محاولة من المسح والإعادة م الأول .. مع مراعاة في المرحلة دي اني أبين اي شكل ورا التاني عشان في أكيد جزئية هتكون في المنطقة العمياء بالنسبالي ..



المرحلة الي جايه هنا .. اني اعرف إن العناصر الموجودة كلها مش لون واحد ولا خامة واحدة ولا ملمس واحد .. بس انا معايا قلم بيطلع درجات لون واحد !! الخيال يشتغل هنا على طول ويعرف ان التفاحة لونها أحمر داكن قريب للنبيتي .. أو فاتحة خضرا مثلا أو صفرا .. ف كل الحالات هتبقى أغمق من الكوباية الشفافة .. والزجاجة هنا ممكن تكون شفافة أو زيتي بس ازاز ف الآخر كخامة .. المهم في تطبيق الظل والنور اني أخلي التدريج في كل شكل فيهم متفاوت من حيث درجة الإضائة أو الغمقان .. وبعدين لو في تفاصيل في كل عنصر أحددها في المرحلة دي عشان أبين مكانها..


ثم مرحلة التون ودي قلنا قبل كده بندي درجة لونية واحدة لأغلب المناطق الفاتحة للصورة .. وباعتبرها الجزء المضيء .. وبالمرة أحدد اتجاه للإضائة .. ونخليه المرة دي من ع الشمال .. التفاحة .. شكل كروي .. مش اسطواني زي الكباية والزجاجة .. الكورة ف تظليلها النور بيقع على جزء فيها بيعمل سبوت لايت .. وكل ما ابعد عنها في كل الاتجاهات النور بيقل .. اما الأشكال الاسطواني بيجي بشكل سطحي مستطيلي شوية مش سبوت ..


خلينا نتخيل ان الإزازة دي لونها زيتي .. اوكي ، والكوباية شفافة .. والتفاح أحمر فاتح .. ماشي .. ففي الترتيب اللي في الشكل التفاحة الي ع الشمال أقرب واحدة للنور .. يبقى لازم تكون أكتر واحدة فاتحة .. بس بنفس قاعدة الظل .. منور ع الشمال ومظلم ع اليمين .. تمام .. وان في تأثير لمعان هعمله بالجومة ع الزجاج مش موجود ع التقاحة طبعا !


وطبعا عارفين اننا هنستخدم سن القلم في التحديد وجنب القلم في التظليل .. مش محتاج أفكركوا .. وأفتكر ان خطوط القلم مهم جدا ما تبانش .. واني أخفي الآوت لاين جوا الظل من الناحيتين الفاتحة والغامقة .. وان شكل فوهة الزجاجة باعتبرو شكل أسطواني مجسم في حد ذاته يعني بروزه لبره .. يتبع نفس القاعدة .. وان البرعم (الفرع) الصغير الي طالع م التفاحة برضو شكل أسطواني يتبع نفس قاعددة الظل .. في الآخر كل شكل من دول بيرمي ظل ع الأرض وظل ع الي جنبه ده مافيهوش تدريج كلو تون واحد غامق جدا او نسبيا على حسب نوع الإضائة اللي في المكان .. وبكده اعتقد نكون انتهينا.


ودي صور لنماذج من رسومات مختلفة الدقة للطبيعة الصامتة او still life :





تمرين آخر تكملة لموضوع الطبيعة الصامتة:










تصوير الطبيعة الصامتة


الطبيعة الساكنة أو الصامتة Still-life / Nature morte أحد أجناس Genre الفنون التشكيلية تختص بتصوير الأشياء والعناصر المحيطة بالإنسان في عالمه المعيشي. وتكون في الأغلب ضمن تكوين يُبنى وفق تنظيم معين، ولا تقتصر في بعض الأحيان على مجموعة من الأشياء الجامدة وحسب، مثل (عناصر المعيش اليومي) بل تشمل أغراضاً من الطبيعة الحية انتزعت من وسطها الحقيقي (سمكة على طاولة أو أزهار في مزهرية). كما يمكن أن تشمل أيضاً صوراً لأناس، أو حيوانات وطيوراً محنَّطة، أو حشرات مثل الفراشات.

لوحة للفنان بول سيزان، طبيعة صامتة مع تفاح، زيت على توال، 1890م.

وهي تعد نوع من الرسم يُعنى في المقام الأول، برسم الأزهار والثمار والأطباق والأباريق وغيرها. نشأ، بوصفه نوعاً من الرسم مستقلاً، في عصر النهضة الأوروبية Renaissance. ومن الباحثين من يقول إن الرسام الإيطالي جاكوبو دي بارباري Jacopo de’Barbari هو رائد هذا النوع الفني إذ رسم عام 1504 أقدم لوحة في تاريخ الفن تمثّل الطبيعة الساكنة. وأياً ما كان، فقد بلغ رسم الطبيعة الساكنة عصره الذهبي في البلدان الواطئة (را. Low Countries) خلال القرن السابع عشر. وابتداء من القرن الثامن عشر وحتى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت فرنسا مركز هذا الفن في العالم. ومن كبار الفنانين الذين عُنوا برسم الطبيعة الساكنة أوجين دو لاكروا Delacroix، وأدوار مانيه Manet، وكلود مونيه Monet، وبول سيزان Cezanne وبابلو بيكاسو Picasso، وجورج براك Braque، وهنري ماتيس Matisse وغيرهم.

لوحة طبيعة صامتة للفنان (بوف راى/ POV-Ray)،
تكوين اصطناعي تم انشائه عن طريق توليد العناصر من خلال الكمبيوتر

إذن فالطبيعة الصامتة هي رسم أو تصوير أي من الجمادات أو النباتات في غير بيئتها الطبيعية، وكل ما هو غير حي في وضع الثبات داخل الأستوديو في ظروف تم التحكم بها مسبقاً بغية الوصول لصيغة فنية معينة وتوصيل أفكار معينة من خلال الصورة. تختلف الحياة الصامتة في تكوينها الفني عن الطبيعة الحية (المنظر الطبيعي Landscape)، ويستخدم هذا النوع بكثرة لتصوير الإعلانات لأنها تحتاج إلى الوقت الكافي والدقة والعناية في اختيار العناصر.

طبيعة صامتة لبيتر كليز

وتملك الطبيعة الصامتة استقلالية فنية، على الرغم من توظيفها في أحد مراحل تطورها لخدمة معان رمزية، أو استخدامها ضمن الحلول التزيينية والزخرفية (الديكور)، وهي لا تصور الأشياء لذاتها وحسب، بل تدل أحياناً على أبعادها الاجتماعية، مثل موضوع «وجبة الإفطار» الذي شاع لدى مصوري الطبيعة الصامتة في هولندا إبان القرن السابع عشر، وكذلك يمكن أن يكون لها إسقاطات فلسفية تؤكد قيمة الموجودات المادية وعلاقتها بالإنسان. وقديماً استخدم المصريون القدماء هذا النوع من التصوير لتزيين جدران المعابد.

تصوير جدارى روماني في بومبي
وعاء زجاج من الفاكهة والمزهريات، (حوالي 70 م)، المتحف الأثري الوطني، نابولي، إيطاليا

تُصادَفُ في فنون الشرق القديم والفن الإغريقي الروماني، وإلى حد ما في القرون الوسطى، وفي بلدان الشرق الأقصى، موضوعات الطبيعة الصامتة مثل: الطيور والورود والأواني لكن ظهرت الطبيعة الصامتة جنساً فنياً مستقلاً في الأزمنة الحديثة عندما بدأ يبرز الاهتمام بمادية الأشياء وصورتها الحسية الملموسة في إبداعات معلمي عصر النهضة في إيطاليا ولاحقاً في هولندا.

طبيعة صامتة لسانشيز كوتان


طبيعة صامتة مع محار لماتيس

إن مسيرة الطبيعة الصامتة ولاسيما نمطها trompe- l’oeil (الرسم الخداع) فسح في المجال أمام دقة الإيهام في محاكاة الأشياء، مثل: أعمال المصور الإيطالي ياكوبو دي بارباري (1504) Jacopo de Barbari، وأخذت طريقها إلى الانتشار منذ النصف الثاني للقرن السادس عشر، وقد أسهم في ذلك ترسيخ الميول العلمية واهتمام الفنانين بالواقع المعيش، وكذلك تطور الطرق الفنية في تمثل الواقع مثل أعمال المصور الهولندي ب. أرتسين Aertsen والفلمنكي ي. بروغيل المخملي Bruegel.

وقد شهد القرن السابع عشر ازدهار الطبيعة الصامتة بكل أشكالها وأنماطها، وكان لذلك علاقة بتطور المدارس الواقعية القومية في إيطاليا وإسبانيا، ولاسيما التجربة الإبداعية لكارافاجيو Caravaggio وأتباعه، مثل: بونتسي Bonzi، وأسرة ريكو جوزيبيه Guiseppe وجيوفاني Giovani وجياكومو Giacomo الذين أسسوا نهجاً فنياً عُرف بـ Caravagisme، وكانت موضوعاتهم الأثيرة الأزهار والخضار والفواكه وأعطيات البحر وأدوات المطبخ. أما أعمال الفنانين الإسبان فقد تميزت بسموها ورصانتها الصارمة والاهتمام الكبير في تصوير الأشياء على نحو دقيق، مثل: أعمال زورباران Zurbaran وسانشيز كوتان Sanchez Cotan وبيريدا Pereda.

وتجلى في هولندا في القرن السابع عشر الاهتمام بهوية الأشياء الحميمة والوسط الهوائي وتنوع الخامات وملمسها والدقة في تدرج الظل والنور، إما باعتماد مجموعة لونية بسيطة ورصينة تأخذ بتدرج محدود للألوان مثل «وجبة الإفطار» (1644) لبيتر كلاس Pieter Claesz وإما باللجوء إلى المؤثرات اللونية القائمة على التضاد والانفعال الحاد مثل «وجبة الحلوى» (بعد 1653) لكالف Willem Kalf، وتميزت الطبيعة الصامتة الهولندية بوفرة الأنماط وتنوعها من تصوير الطيور بعد صيدها إلى واجهات ورفوف المحلات التي تعرض بضائعها، وتميزت بامتداد التكوين ورحابته إضافة إلى النبرة الزخرفية التي أضفت مسحة احتفالية بالخير والعطاء، ويتعين في هذا السياق الإشارة إلى أن هذه المعالجات المفعمة بالحيوية، والتي تكشف الاهتمام بعالم الطبيعة بكل ثرائها؛ لاتنسجم مع تسميتها بـ «الطبيعة الميتة»؛ فأطلق الهولنديون عليها منذ عام 1650 تسمية أخرى «الطبيعة الخامدة أو الجامدة» stilleven.

وتطرق بعض المصورين في أعمالهم إلى الكنايات الرمزية مثل العبث vanités، كما تطورت الطبيعة الصامتة في القرن السابع عشر في ألمانيا على يد فليغل Flegel، وبيتر بينو Peter Binoit، وسورو Soreau، وفي فرنسا على يد بوجان L.Baugin وأخذت تطغى في أواخره التوجهات التزيينية الشائعة في فنون البلاط مع مونوييه Monnoyer ومدرسته التي اختصت بموضوعات القنص والصيد. وفي هذه الفترة تشمخ قامة شاردان Chardin الذي يعدحقاً من أبرز معلمي المدرسة الفرنسية، لما في أعماله من مهارة تجلت في الانضباط والحرية المدروسة في التكوين، ورهافة الحلول اللونية.

طبيعة صامتة لموراندي

لقد ظهر مصطلح الطبيعة الصامتة في أواسط القرن الثامن عشر عندما وضعت التصنيفات الأكاديمية للأجناس الفنية، وقد قوبل برفض من أنصار الأكاديمية الذين أعطوا الأفضلية لأجناس أخرى اهتمت بما هو حي (الجنس التاريخي والصورة الشخصية)؛ ففي القرن التاسع عشر حُسَمَ الخلاف نهائياً في شأن المكانة الفنية لأعمال الطبيعة الصامتة، وذلك عندما عمل فنانون كبار في هذا المجال من أمثال: غويا Goya وكوربيه Courbet ومانيه Manet. ومن المعلّمين المختصين في هذه الآونة برز موريس- كانتان دو لاتور Maurice-Quentin de la Tour في فرنسا.

إدوار مانيه (1832-1883)، القرنفل والياسمين في زهرية كريستال (1883)، متحف دورسيه، باريس.

ويعود الفضل إلى مساعي فناني مرحلة ما بعد الانطباعية post- impressionnisme سيزان Cézanne وفان غوغ Van Gogh وغيرهما، الذين رصدوا الجمال، وعاينوه في الأشياء الصغيرة المتواضعة لتشغل المكانة اللائقة التي تستحقها اليوم.

أضحت الطبيعة الصامتة منذ مطلع القرن العشرين المختبر الفني الإبداعي للتصوير، ولاسيما عند ماتيس Matisse أحد ممثلي المدرسة الوحشية Fauvisme في فرنسا ومعه أولئك الذين عملوا بشغف في إبراز الإمكانيات الوجدانية والتعبيرية والتزيينية للون والملمس. أما رواد التكعيبية Cubisme، مثل: براك Braque وبيكاسو Picasso فقد سخّروا خاصية الطبيعة الصامتة وما تملكه من إمكانيات تحليلية فنية في تأسيس طرق مستحدثة في إيصال الفراغ ومعالجة الشكل.

بابلو بيكاسو، خشاف مع الفاكهة والكمان والزجاج، 1912.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  • المصدر:
  • مراجع للاستزادة:
ب. ر فيبر، حياة الأشكال، مشاكل الطبيعة الصامتة وتطورها (كازان، 1992م).
بي يو. فيخنز، الطبيعة الصامتة في هولندا خلال القرن /17/ (الفنون التشكيلية، موسكو 1990م).
CH. STERLING. La nature morte de l’Antiquité a nos jours, Paris 1952.
B. DORF Introduction to Still - Life and Flower Painting, London 1976.
A. RYAN Still - Life Painting Techniques, London 1978.

الأحد، 10 نوفمبر 2013

الخطوط والأشكال البسيطة



الحيرة أمام الورقة البيضاء هي الحالة الطبيعية لطالب الرسم الذي يسأل نفسه: من أين أبدأ والجواب هو بالطبع البدء من حيث يبدأ أي طالب لأي نوع من المعرفة؛ فطالب اللغة مثلا يبدأ بالأحرف الابجدية اما طالب الرسم يبدا بالنقاط والخطوط والاشكال، فالرسم يبدا من النقطة الى الخط وبالتالي الى تكوين الاشكال البسيطة ثم الاشكال المركبة.


ولو تأملنا في مظهر الاشياء التي حولنا، لوجدنا خطوطها تتبدى لنا بأشكال مختلفة، فهي من النوع: مستقيمة أو منحنية أو منكسرة، ومن حيث الانتشار: افقية او مائلة او عمودية، ومن حيث الكثافة: رفيعة أو ثخينة أو متقطعة، ومن الشكل: مربعة أو مستطيلة، مثلثة أو دائرية، منشوريه أو مكعبة.

لكن الخطوط ليست اشكال تجريدية وحسب، فهي بالإضافة الى تكوينها للأشكال، توحي بمعان عدة، شعورية او لا شعورية، فما يخطه المرء يظهر بوضوح شخصيته، ومن هنا كان الخط بالنسبة للإنسان اداة للتعبير مثلما هو وسيلة للخلق الفني. فالخطوط المستقيمة تظهر التماسك وسرعة البديهة، وتعبر الخطوط المنحنية عن السعادة والرواء، وتبدي الخطوط المتعرجة والمنكسرة التباطؤ والانشغال، الاضطراب او العربدة، الارهاق او الغضب.


والآن دعونا نكتشف امكانيات الخطوط في رسم الاشكال البسيطة التي يسهل بعد اجادة رسمها، الانتقال الى رسم الاشكال الاكثر تعقيدا، وبالتالي الاكثر امتاعاً.


ولعله من المفيد ان نتذكر ان الخطوط المرسومة باليد هي أفضل من الناحية الفنية من الخطوط المرسومة بالأدوات الهندسية أو من الصور الملتقطة بواسطة آلة التصوير. زمع ان الدقة في الرسم شيء هام، لكنها ليست الغرض الوحيد، فالرسم كالكتابة يتطلب مرونة حيث اننا عندما نضع افكارنا في كلمات مكتوبة، لا نرسم الحروف بالمسطرة، بل ندع اليد حرة طليقة تخط الحروف بكل عفوية.


المرونة في الرسم تحتاج الى يد طيعة، وهذه لا تكون طيعة الا بالتمرين، لذلك يمكنك ان تعود يدك على رسم الصور الثابتة، او ان تختار انت بنفسك موضوعات من البيئة المحيطة بك. ولا تنسى ان تضع لرسومك اطارا، فالإطار يعطيها شكل اللوحة مهما كان الموضوع بسيطاً.

الاستلهام من الأشكال المركبة في المنمنمات الإسلامية - (2)

عنوان العمل: حلم الصعود. مساحة العمل: 30 × 30 سم. الخامات والوسائط المستخدمة: ألوان مائية وجواش وأقلام باستيل على ورق. عام الإنتاج: 2008م. ا...