إذا أردنا شعبا علينا تعليمة الإحساس وفهم الجمال، وذلك هو دور التربية الفنية، أي تعليم الفنون التشكيلية لبناء الشخصية، ويبدء من الصغر وعلى أكتاف التربية الفنية، وتعتبر تعليم المهارات للحرف اليدوية من أهم الموارد البشرية كالعمود الفقري الذي يقوم عليه ومن أجله سياسة التنمية الاقتصادية والاجتماعية باعتبار الانسان هو صانع التنمية وهدفها.
لقد تنوعت طرق التدريس الحديثة تبعاً لتغير النظرة إلي طبيعة عملية التعليم، فبعد أن كانت تعتمد على الحفظ والتسميع اتسعت لتشمل المستويات الإدراكية المعرفية مما يتطلب إيجابية المتعلم في التعليم بهدف إظهار قدرات الطلبة الكامنة والارتقاء بها، ولم تعد الأساليب التقليدية في التدريس تلائم الحياة المعاصرة، ولذلك ظهرت نظريات تربوية عديدة تساعد على اكتساب العديد من المهارات العقلية والاجتماعية والحركية، وتتمثل مهمة المعلم الحديث وفقاً للطرق الحالية في إتاحة الفرصة للمتعلمين لتحصيل المعرفة بأنفسهم، والمشاركة بفاعلية في كافة أنشطة التعليم، والإقبال على ذلك برغبة ونشاط حتى يعتادوا الاستقلال في الفكر والعمل والاعتماد على الذات.
ولهذا فان المؤشرات المتعلقة بتنمية المهارات الفنية تعتبر مؤشرات واقعية للدلالة على مرحلة النمو في أي مجتمع اكثر من أي مجال آخر، ومن تلك المؤشرات ما يتعلق بالتعليم الفني والمهارى بشكل عام، والتدريب على الحرف اليدوية بشكل خاص كونه المعنى بتزويد العملية الإنتاجية في أي مجتمع بالمهارات والقدرات الإنتاجية المختلفة، خصوصا في ظل ما يشهده العالم من تفجر تقنى في المجلات كافة، وما يترتب في أساليب العمل، وتجعل من عملية التأهل التحدي الأساسي الذى نواجه به الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية كافة، ونمو النواحي الحسية والجمالية والثقافية، وتعديل سلوك الفرد في المجتمع.
- وإليكم أعزائى هذا المثال:
ما الذي يمكنك أن تفعله ببضعة قصاصات من الورق الملون؟
غالباً لا شيء.. لكن لو أضفت إليها بضع قطرات من الإبداع قد تتحول إلى لوحات فنية مدهشة:
فما تشاهدونه في هذه الصورة هو أحد فنون الرسم الغير تقليدية التي تعرف بفن الرسم بقصاصات الورق الملوّن (Quilling). قد يكون الاسم غير مألوف للكثيرين، لكن المدهش هو أن فن الرسم بقصاصات الورق الملوّن فنٌ قديم يعود لأيام الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر.
يعتمد هذا الفن بصورة رئيسية على قطع قصاصات متساوية من الورق في صورة شرائح طويلة ثم لفّها حول نفسها بأداة خاصة تعرف باسم إبرة لفّ الورق (Needle Quilling Tool)، وتأتي بعدها مهارة الفنّان في توظيف هذه القصاصات الملفوفة لصنع أعمال فنية رائعة، وتثبيت قصاصات الورق بالصمغ. وقد نشأ هذا الفن في الأصل لتزيين أغلفة الكتب والأشياء الدينية في أوروبا أثناء الثورة، ثم تحول في القرن الثامن عشر إلى هواية لسيدات الطبقة الراقية في أوروبا كنشاط يقضين به الوقت دون إرهاق ذهني. لم يتغير فن طيّ الورق الملوّن كثيراً منذ ظهوره، لكنه تحول هذه الأيام لوسيلة دعائية وتسويقية مميزة، فضلاً عن استخدامه لتزيين الهدايا، أو عمل لوحات فنية مبتكرة.
كل الأعمال التي شاهدناها في الأعلى للفنانة (كاثلي) التي جمعت هذه اللوحات في صفحتها على موقع (Deviant Art)، وعلى الرغم من جمال هذه الأعمال وتميزها، إلا أن الفنانة الروسية (يوليا برودسكايا) ذهبت بفن الرسم بقصاصات الورق الملوّن إلى أبعد من ذلك بكثير:
وقد حصلت (برودسكايا) على ماجستير في التواصل باستخدام الجرافيك عام 2006، وبدأت من حينها في ابتكار أعمال فنية أدهشت العالم كهذا البورتريه:
تعمل (برودسكايا) بشكل أساسي في الدعاية والتسويق، وتقوم بعمل لوحات فنية لكثير من الشركات الكبيرة لترويج منتجاتها، وهذه بعض أعمالها التي أكسبتها شهرة عالمية:
ويمكنكم مشاهدة المزيد من خلال موقعها artyulia.com، وهذا الفيديو يوضح لكم مُقدمة عما تحتاجونه لبدء أعمالكم الخاصة:
أجمل ما في الإبداع هو أنه ليس له حدود!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق