عرف الإنسان معنى الجمال وتعلق به منذ القدم، وفي الحضارات القديمة دليل واضح على صحة ذلك.. حتى أن اليونانيين قديماً مجدوا الجمال واعتبروه آلة. والشعور بالجمال كان سابقاً عن العمل الفني، فقد شعر الإنسان بالجمال في غروب الشمس وفي الطبيعة قبل أن يشعر به في اللوحات والمنحوتات.
- من هنا نعلم أن هناك جمال طبيعي قبل الجمال الفني. فما معنى الجمال؟
إن أمعنا النظر فسنلاحظ أن الناس تطلق كلمة جميل على مظاهر كثيرة في حياتهم تختلف في طبيعتها وتكوينها، وهم غير مدركين لأوجه الشبه بين هذه المظاهر. ونحن نسمع عن هذا المنظر انه جميل أو هذه الصورة جميلة، أو في القصيدة جمالاً أو أن ذاك المبنى جميل أو النغم الموسيقي جميـل.
وهناك فرق كبير في تباين هذه الموضوعات، ومع ذلك تجمعها صفة موحده هي الجمال.
إذاً الجمال كل ما نشاهده في الطبيعة ونشعر بشعور جميل يخالجنا من السعادة والارتياح، حتى أن البعض عند تراكم همومه يبحث عن الجمال في الطبيعة ليعطيه راحةً نفسية ويخرجه من حالته. ولعل هذا هو السبب في تعلق الإنسان بالجمال.
من جهة أخرى نجد الجمال الفني معبراً عن الجمال الطبيعي لكن بوسائل وأدوات تقنية استخدمها الإنسان. يقول (دافنشي): "العين تتلقى الجمال الفني بنفس اللذة التي بها الجمال الطبيعي".
- إذا سألنا شخصاً عادياً ما معنى كلمة (فن)؟
فقد يجيبنا بأنه الغناء، والسينما والمسرح والموسيقى، حتى أن أغلب المجلات الفنية يكاد يقتصر حديثها عن الممثلين والمخرجين ونجوم الغناء. فأصبح لفظ (الفنان) مقتصراً على ذلك. ومع الأسف بعض المثقفين يعتبرون الفنون البصرية كالتصوير والرسم ضمن الفن. لكن الغالبية من العامة لا تعرف غير ما ذكرنا عن مسمى الفن. الفن يُطلق على فئة كبيرة من الفنون البشرية كفن السياسة وفن الحديث وفن الصحافة ... الخ.
الأقرب إلى الصحة أن الفنون هي مجموع المهارات البشرية على اختلاف ألوانها، فهناك فنون نافعة، وفنون تطبيقية وفنون جميلة، وغير ذلك. فحديثاً ظهر الفن الرقمي الذي يندرج من الفنون الجميلة، وتم تعرفيه على أنه الفن الذي يستخدم الحاسوب كأداة. وهذا يقودنا لفن الرسم والتصميم الرقمي، رغم أنه فن حديث لكن فرض مكانته بين الفنون الأخرى.
لن نتشعب أكثر، ما قدمته هو الأساس لفهم الفن وإن كان مختصراً بشكل شديد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- المصدر:
تم الاستعانة بكتاب فلسفي بتصرف (The meaning of art and beauty).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق