الثلاثاء، 3 ديسمبر 2013

بداخل كل منا فنان




نولد في هذه الدنيا وقد حبانا الله بالنّعم ما لا يعدّ ولا يحصى؛ ويمضي كل واحد منّا في حياته وفق المنهاج الذي سطّره الله؛ فينجح البعض بينما يفشل الآخرون؛ وينبغ البعض بينما لا يصبح للآخرين ذكر أو حضور، ولكن قدرتك على التميّز والابداع ليست مرتبطة إلا بك أنت؛ واصرارك على أن يكون لك دور مهمّ في الحياة مسؤوليتك انت فالفاشل يقضي معظم وقته يندب حظه من الدنيا، ويلصق بالزمن كل التهم، ولكنه لو توقف قليلاً لعلم أن الله ليس بظلاّم للعبيد؛ وأنّه أكرمنا بالعقل حتى نجد مخرجا في هذه الدنيا.

إن بداخل كل منا فنان موهوب ينتظر ليخرج الى الوجود، وهنا بيت القصيد بكاءنا على الاطلال والتحسّر على ما فات لا يزيد الطين إلا بلّة؛ فلنبحث في أعماقنا عن مواهبنا ولنطلق لها العنان حتى تنمو وتكتمل، إذا لم ننجح في ميدان أكيد أن هناك ميادين أخرى سيكتب لنا التفوق فيها؛ يكفي أن نعرف أول درجات السلّم حتى نرتقي، وحين نرى الناجحين الذين شقّوا طريقهم بكل إرادة وعزم نتمنى في أعماقنا أن نكون مثلهم، ولكننا لا ندرك أننا لو حاولنا بكل قوتنا لنجحنا نحن أيضاً.

لا يمكن أن نقف وننتظر أن يأتي السمو والارتقاء الينا؛ بل وجب أن نكدّ ونجتهد حتى نصل نحن إليه.

إذن ابحث في أعماقك عن الفنّان الموهوب بداخلك في أي مجال من المجالات ولا تنظر خلفك.. اسعى بكل ثقة وعزيمة لتحقيق ذاتك وتطوير نفسك، وإذا وجدت الرغبة في فعل شيء مهما ظننت أنه بسيط فلا تتراجع، ربّما كانت هذه البداية لغد أفضل، فلا يمكن أن نقضي العمر كله دون أن نثبت وجودنا ونترك خلفنا أثراً طيّبا يذكرنا الناس به، ففي داخل كل منا فنان، لكن البعض منا يظن أن الفن يقتصر على الفنون فقط، لا..

الفن هو أن تؤدي عملك وتجعل كل حواسك وقلبك وعقلك في هذا العمل، فالذي يطبخ ويعد الطعام ويضيف لمساته الخاصة على الطعام ويجعله مليء بالألوان الجميلة فهو فنان، والذي يعبد ربه بإخلاص فهو فنان، والذي يمسك قلمه ويسمح له بأن يخترق أفكاره ويجول في بحرها فيحولها إلى كلمات يتأثر بها كل من يسمعها فهو فنان، والذي يتعلم ممن حوله دون استثناء ويستفيد ويفيد غيره هو فنان، والذي يعلم أبنائه الصواب والخطأ ويربيهم ليفيدوا العالم وليرقوا بالمجتمع فهو فنان، والذي يعلم الغير ويستنفذ كل طاقة لديه ليوصل ما لديه من علم فهو فنان، والذي يقرأ كتاب الله ويطبق أحكام التجويد فيجعل من يستمع إلى صوته وهو يقرأ كلمات الله عيناه تدمع وقلبه يخشع فهو فنان.

في داخلك فنان فابحث عنه، إن قلت لي ليس بداخلي فنان، فسأقول لك هناك كومة من الغبار أزحها، فستجد الفنان الذي بداخلك.


ومن وجهة نظر تخصصية فالفن نشاط إنساني تم الاستدلال علية منذ عصور ما قبل التاريخ، هذا النشاط ينتجه مجموعة من البشر الذين يمتلكون موهبة إبداعية وابتكارية، ويكون لديهم القدرة على التعبير عن طريق الوسائط الفنية عن أفكار وموضوعات تؤثر في الاخرين.

  • وهناك تعريفات متعددة لكلمة فن، منها:
- الفن هو إنتاج عناصر مبتكرة بطريقة إبداعية يكون لها أثر جمالي على المتذوقين.
- وتشير كلمة فن في معظم الأحيان إلى الفنون البصرية (الرسم – التصوير – النحت – الحفر).
- وقد تم تعريف الفن أيضا على أنه وسيلة للتعبير عن الأفكار، وهو وسيلة للاتصال الثقافي.
- ومنذ عام 1750 تم تعريف كلمة الفن للدلالة على المهارات المستخدمة لإنتاج أشياء تحمل قيمة جمالية؛ فمن ضمن هذه التعريفات أن الفن: مهارة – حرفة – خبرة – إبداع – حدس – محاكاة.
- ويمكن تعريف الفن أيضا على أنه دراسة المهارات الإبداعية، وأنه عملية استخدام المهارة لإنتاج عمل إبداعي، وأنه منتج إبداعي يعتمد على مهارة.
- الفن هو منتج إبداعي يقوم على تحفيز أفكار المشاهد لما نطلق علية الاستجابة الجمالية.
- الفن أيضا هو التعبير عن فكرة فردية، أو فكر الجماعة بطريقة إبداعية.
- الفن هو تحويل الفكرة المتصورة إلى مجموعة من الرموز ذات الدلالة.

ولقد تم تعريف كلمة فن تاريخيا على أنها (المهارات) للإشارة إلى أي مهارة، أو إتقان، ولقد تغير هذا المفهوم منذ ظهور الاتجاه الرومانسي في تاريخ الفن، حيث تم تصنيف مجال الفنون تبعا للعلوم الإنسانية.

وأخيراً..

كُـــلنـا نَـمـلك مَــوهبة عَليِنـا اكتشافها وصَقلهـا.. أنـظر إلى الجانب الذي تُـحبذه نَفسك وإنـس الظُـروف.. لأنك فـي أي مَجال من مجالات الحياة تَـستطيع أن تُـــــــبْدِعْ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الاستلهام من الأشكال المركبة في المنمنمات الإسلامية - (2)

عنوان العمل: حلم الصعود. مساحة العمل: 30 × 30 سم. الخامات والوسائط المستخدمة: ألوان مائية وجواش وأقلام باستيل على ورق. عام الإنتاج: 2008م. ا...