‏إظهار الرسائل ذات التسميات ثقافة بصرية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ثقافة بصرية. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 29 نوفمبر 2013

الفن في رسالته التربوية



أعتقد جازماً أن كلمة (الفن للفن) أصبحت، في هذه الأيّام في عداد الكلمات المحنطة مع مخلفات اللغة التي لا دور لها في الحياة العملية (الواقعية) البتة. إنما ينحصر وجودها كدليل لتاريخ تطور معاني الكلمات، وتوضيح التغيير الذي يطرأ على عموم المداليل والمفاهيم، عبر مراحل الزمن لهذا خسر (كروتشه) الرهان في مفهومه عن الفن عندما قال: "إنّ الفن يقصد ذاته في ذاته. لا يخضع لأي من القيم الأخلاقية أو الاجتماعية السائدة".

واعتقد جازماً أيضاً، أنّ الفن، هو للمجتمع، للشعب، للحياة، هذا هو المفهوم الصحيح الذي يدل عن حقيقة وجود الفن، في مضمونه وشكله، في غايته وهدفه، في رسالته وخدمته، قال (جوستاف كوربيه): "لم يكن هدفي الوصول إلى أن الفن للفن أبداً.. كلا.. ولا أن أكون فناناً مصوراً فقط، إنما إنسان.. وبكلمة واحدة أن أعمل فناً حياً.. هكذا كان هدفي".

إذن الفن لا ينفصل عن الواقع، وله دور أساسي في بنائه وتطويره، والفنان الحق هو ابن أمته، الذي يستمد فنه من ميدان حياتها التاريخية والاجتماعية والثقافية والمادية. ويصوغه لها بنفسه الشفافة، وشعوره المرهف، وريشته المبدعة الخلاقة، فيسكب قضايا الحياة، ومفاهيم الوجود، ومعاني القيم والأخلاق، والسلوك والتربية، وسائر التطلعات المنشودة في الرقي والتقدم. (يسكبها ذوباً من روحه وعصراً من وجدانه)، عرائس خيال مبدعة، وآيات جمال رائعة. لوحات يصور في ألوانها وأضوائها وأصباغها، وكتل مادتها، الهموم وجبال المتاعب في أمته، كأنها زائلة، بفعل الإنسان وتفاؤله العظيم مجسداً فيها دأبه العنيد، في تحدي الصعاب، وقهر المستحيل، واستعذاب الصراع في الحياة. في الوجود.

فالفنان الحق هو الذي يكرس في فنه حب هذا القانون التاريخي الخالد.. قانون صراع الثنائية، الذي انبثق عنه ذلك المبدأ الخالد.. قانون صراع الثنائية، الذي انبثق عنه ذلك المبدأ الجدلي (الديالكتيكي). وما تمخض عنه من ميكانيكية في تغيير وتحويل تركيبات المجتمع وتطورات الحياة وسيرورة الكون والمادة معاً قال (بيير فرانكاستل): "في الفن واحدة من لحظات خلق الإنسان خلقاً مستمراً لذاته. خلقاً لواقع جديد ولقيم جديدة. لذا يرفض أن يكون وظيفة الفن مسخاً لواقع سابق الوجود.. بل لحظة جدلية ضرورية في بنية المجتمع البشري، وهو يصوغ صفحة وجهه".


فالفنان مقحم بالضرورة في هذا المعترك. والفن الذي ينتج عنه رسالة اجتماعية تربوية تؤدي غايتها من أجل الحياة والمجتمع، لابدّ أن تكون بالطبع متشعبة واسعة الأرجاء تدخل في سائر صنوف الحضارة البشرية. لهذا نرى من خلالها فعالية الفن وقوة إيجابيته، ووفرة مردوده وأثره في كل ما ولجه الإنسان وطرق بابه، سواء أكان في الطبع أو الفكر، في العقل أو الخيال، في التفس أو الروح إلخ. قال (أرسطو) قديماً: "وما الفن إلا بعض ملكة إنتاجية يوجهها العقل الحق". قال هيجل حديثاً: "بالفن أحرز الإنسان أوّل انتصار على المادة، قبل أن ينتصر عليها انتصاراً كلياً بالعلم". وأما (هوبسمان) فقد قال: "إذا صح أنّ العلم هو اكتشاف نظام كوني عام، وضروري بوساطة القياس. فما الفن، هذا الإنسان المضاف إلى الطبيعة هذا التسامي بالواقعية اليومية، إلا اقتلاعاً من المادية إلى الخارج..".

فالفن هو بجوهره اكتشاف وجهد وفكر، إلى جانب كونه إبداعاً وخلقاً وخيراً وجمالاً. فهو يجمع بين وحدة الفكر والطبيعة، كما يقول (شبلنج) الألماني؛ وهو يجمع بين وحدة الخيال والعقل. ففيه نتذكر مثلنا ونتصور نماذجنا وانسجامنا، وفيه نكتشف السمو الكامن في أعماق وجودنا، وهو كل الكمالات المشفوعة بها قوانا الروحية والنفسية والجسدية – المادية –. إنّه بمثابة المركز الهندسي لجميع القيم التي يهدف بها الإنسان نحو الخير والجمال والحق.

وبهذا المفهوم المشبع بالسمو والتجريد والعمل والعاطفة يمثل الفن، كما أسلفت، مكانته الاجتماعية في الأُمّة. ويأخذ قسطه الأوفى في رسالة التربية فيها.

فهو أفضل الأدوات التي يتربى (يتعلم) الإنسان بواسطتها كيف يضاف إلى الطبيعة وكيف تصبح هذه الطبيعة امتداداً له، ويقلب جفافها ووحشيتها إلى حضارة ورقة وجمال. ويجعل الحياة، بالتالي فيها، تمور بالتطور والخلق والابتكار. قال غوته: "على الفنان أن يؤسس في الطبيعة ملكوته الخاص به خالقاً منها طبيعة ثانية".

ولا يغرب عن بالنا أنّ السمو الفني ليس عبارة عن لذات وعواطف فحسب. بل أنّه جهد نفسي وفكري وعقلي معاً. قال (تولستوي): "ليس الفن متاعاً، أو لذة، أو ألهية. بل الفن عضو حياتي في الإنسانية ينقل إلى حقل العاطفة إدراكات العقل".

وقال (هربرت ماركيوز)، أيضاً: "حقيقة الفن تقوم على تحرر الحساسية في إعادة توافقها مع العقل".

وأما جوانب التذوّق فيه – في الفن – جوانب العواطف لا تكون كما هي عليه في الطبيعة. بل تكون دوماً مشفوعة بجوانب الجمال ومصعدة بقيمه العالية السامية التي تطرد كل المشاغل النزوية من ساحها. وتعلو على كل الطبائع الحيوانية في الإنسان. فمن نافذة الجمال هذه تمكن الفن أن يصبح أداة تربوية صالحة في المجتمع، مثلاً في معالجة قضايا الكبت، وإظهار كل المشاعر والأحاسيس المطمورة بالقمع والقسر. إظهارها بصورة إنسانية راضية. مسلمة بالقيم النابعة من أغوار النفس الإنسانية وعلى رأسها قيم الحرية. فالفن أكبر وسيلة لتربية الحرية في نفس الفرد والمجتمع معاً. وأكبر عامل لنفي كل مظاهر العبودية والاستلاب في المجتمع. يقول (هربرت ماركيوز) نفسه: "ارتباط الفن بالصورة يعوق نفي العبودية. وحتى يتحقق نفي الاستلاب ينبغي أن يظهر الاستلاب عبر الفن بمظهر الواقع الراهن والتحكم فيه.. فالفن هو حليف الثورة".

وحتى لا يكون الفن قد قاد الإنسان إلى الحرية الفردية، التي ينشدها أعداء المجتمع والحياة. النزاعون إلى التقوقع على الذات والاستغراق في التأمل. المحصور بين عظام الجمجمة وبين أربعة جدران.. البعيد عن أي نبض في الحياة. وعن أيّة معاناة ميدانية في الواقع. لتبقى "الأنا" بنظرهم شامخة في قصرها العاجي الخيالي. كما يقول (كلود برنار) أحد المتطرفين في هذا المذهب: "إنّما الفن أنا".

بل ليكون الفن الحقيقي هو الذي يقود الإنسان ليتعامل مع الحرية، ليس بمفهوم هذه (الأنا) المطلقة، بل بمفهوم (الأنا – النحن). فالفن بطبيعته الأصلية ذو طابع اجتماعي بحت وإن كان من صنع إبداع ذاتي. لأنّّ هذا الإبداع الذاتي يعكس العام من النماذج بشكل فردي محسوس. يعكس كل ما يشعر به الناس. ويحول الخفي المبهم عندهم إلى شعور تام واضح. فالفن إذن ناتج عن انعكاسات الصور الواقعية في الطبيعة والحياة والمجتمع. انعكاساتها في عدسة نفس الفنان الشفافة. هذا الإنسان المكثف لمجتمعه المحشود وعياً لواقعه. المصفى من نقاء المناقب والصفات وخلاصة الوجود. فهو الإنسان الفرد – العام، إذا جاز هذا التعبير. المستشرف لزمنه، القابض على دفة المبادهة في قضايا الحياة بشعور من الحرية المسؤولة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  • المصدر:
وهيب سراي الدين، عن كتاب (في معنى العمل ومقالات أخرى في التربية والفن والمنطق العلمي).

دور الفن والتربية فى التمنية البشرية


إذا أردنا شعبا علينا تعليمة الإحساس وفهم الجمال، وذلك هو دور التربية الفنية، أي تعليم الفنون التشكيلية لبناء الشخصية، ويبدء من الصغر وعلى أكتاف التربية الفنية، وتعتبر تعليم المهارات للحرف اليدوية من أهم الموارد البشرية كالعمود الفقري الذي يقوم عليه ومن أجله سياسة التنمية الاقتصادية والاجتماعية باعتبار الانسان هو صانع التنمية وهدفها.

لقد تنوعت طرق التدريس الحديثة تبعاً لتغير النظرة إلي طبيعة عملية التعليم، فبعد أن كانت تعتمد على الحفظ والتسميع اتسعت لتشمل المستويات الإدراكية المعرفية مما يتطلب إيجابية المتعلم في التعليم بهدف إظهار قدرات الطلبة الكامنة والارتقاء بها، ولم تعد الأساليب التقليدية في التدريس تلائم الحياة المعاصرة، ولذلك ظهرت نظريات تربوية عديدة تساعد على اكتساب العديد من المهارات العقلية والاجتماعية والحركية، وتتمثل مهمة المعلم الحديث وفقاً للطرق الحالية في إتاحة الفرصة للمتعلمين لتحصيل المعرفة بأنفسهم، والمشاركة بفاعلية في كافة أنشطة التعليم، والإقبال على ذلك برغبة ونشاط حتى يعتادوا الاستقلال في الفكر والعمل والاعتماد على الذات.

ولهذا فان المؤشرات المتعلقة بتنمية المهارات الفنية تعتبر مؤشرات واقعية للدلالة على مرحلة النمو في أي مجتمع اكثر من أي مجال آخر، ومن تلك المؤشرات ما يتعلق بالتعليم الفني والمهارى بشكل عام، والتدريب على الحرف اليدوية بشكل خاص كونه المعنى بتزويد العملية الإنتاجية في أي مجتمع بالمهارات والقدرات الإنتاجية المختلفة، خصوصا في ظل ما يشهده العالم من تفجر تقنى في المجلات كافة، وما يترتب في أساليب العمل، وتجعل من عملية التأهل التحدي الأساسي الذى نواجه به الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية كافة، ونمو النواحي الحسية والجمالية والثقافية، وتعديل سلوك الفرد في المجتمع.
  • وإليكم أعزائى هذا المثال:
ما الذي يمكنك أن تفعله ببضعة قصاصات من الورق الملون؟
غالباً لا شيء.. لكن لو أضفت إليها بضع قطرات من الإبداع قد تتحول إلى لوحات فنية مدهشة:


فما تشاهدونه في هذه الصورة هو أحد فنون الرسم الغير تقليدية التي تعرف بفن الرسم بقصاصات الورق الملوّن (Quilling). قد يكون الاسم غير مألوف للكثيرين، لكن المدهش هو أن فن الرسم بقصاصات الورق الملوّن فنٌ قديم يعود لأيام الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر.

يعتمد هذا الفن بصورة رئيسية على قطع قصاصات متساوية من الورق في صورة شرائح طويلة ثم لفّها حول نفسها بأداة خاصة تعرف باسم إبرة لفّ الورق (Needle Quilling Tool)، وتأتي بعدها مهارة الفنّان في توظيف هذه القصاصات الملفوفة لصنع أعمال فنية رائعة، وتثبيت قصاصات الورق بالصمغ. وقد نشأ هذا الفن في الأصل لتزيين أغلفة الكتب والأشياء الدينية في أوروبا أثناء الثورة، ثم تحول في القرن الثامن عشر إلى هواية لسيدات الطبقة الراقية في أوروبا كنشاط يقضين به الوقت دون إرهاق ذهني. لم يتغير فن طيّ الورق الملوّن كثيراً منذ ظهوره، لكنه تحول هذه الأيام لوسيلة دعائية وتسويقية مميزة، فضلاً عن استخدامه لتزيين الهدايا، أو عمل لوحات فنية مبتكرة.







كل الأعمال التي شاهدناها في الأعلى للفنانة (كاثلي) التي جمعت هذه اللوحات في صفحتها على موقع (Deviant Art)، وعلى الرغم من جمال هذه الأعمال وتميزها، إلا أن الفنانة الروسية (يوليا برودسكايا) ذهبت بفن الرسم بقصاصات الورق الملوّن إلى أبعد من ذلك بكثير:

وقد حصلت (برودسكايا) على ماجستير في التواصل باستخدام الجرافيك عام 2006، وبدأت من حينها في ابتكار أعمال فنية أدهشت العالم كهذا البورتريه:


تعمل (برودسكايا) بشكل أساسي في الدعاية والتسويق، وتقوم بعمل لوحات فنية لكثير من الشركات الكبيرة لترويج منتجاتها، وهذه بعض أعمالها التي أكسبتها شهرة عالمية:






ويمكنكم مشاهدة المزيد من خلال موقعها artyulia.com، وهذا الفيديو يوضح لكم مُقدمة عما تحتاجونه لبدء أعمالكم الخاصة:


أجمل ما في الإبداع هو أنه ليس له حدود!

الاثنين، 25 نوفمبر 2013

الفنون تثرى النفس البشرية

للفن أثر قوى على تقدم البشرية غالبا نراها مصاحبة لأي تقدم يحققه الإنسان. الفنان هو في الواقع مصدر إلهام لأصحاب المشاريع المنتجة التي تخدم حياة البشر؛ فلمسات الفنان تعيش معنا في كل مكان بداية من المنزل، الذي صممه المعماري، واللوحات الفنية التي تزين جدرانه والتي أبدعتها ريشة فنان من تناسق وتناغم في الألوان، وأيضا ديكورات المنزل لها أصول وفنون لا حصر لها، ومفروشات مزينة بألوان ونماذج تسر العيون، وتصميم الحدائق والطرق كل ما يحيط بنا وراءه فنان. حتى السيارات بأشكالها وأحجامها وخطوطها الانسيابية التي تلائم ذوق العصر، والشوارع التي تزين بالمصابيح والتماثيل والجداريات والعمارة الخلابة، وحتى وصفات الطعام فهي أيضا إبداع فنانة أو فنان.

اللوحة للفنان العالمي كلود مونيه، بعنوان امرأة مع شمسية (مدام مونيه وابنها)

إن تاريخ الفن مرتبط بتاريخ البشرية؛ فالإنسان يعبر بأدوات تعبيرية مختلفة عن مشاعره وبها يعبر عن تاريخه الخاص وهو أيضا بمثابة مرآة لتاريخ عصره، ومن الوسائل الفنية المعروفة لعالمنا الحديث منها الموسيقى، الرسم، الشعر، النثر، البالية، الأوبرا، الأفلام، المسرحيات والغناء، والإنسان الذي لا يحترف مهنة الفن لا يستطيع مقاومة تعبير ما بداخله من خلال هذه الوسائل التعبيرية وحيدا أو بين أصدقائه وعائلته؛ فالإنسان بطبيعته لا يستطيع أن يعيش بدون هذه الفنون لأنها تجدد من طاقته لمواجهة الحياة من مسئوليات ومصاعب. فالفنون هي المرفأ الذى يسكن إليه الإنسان المتعب بعد جهد عمل يوم طويل لينعم بلحظات من الراحة والهدوء، حتى الأطفال الرضع تسكن روحهم بسماع الموسيقى الهادئة.

اللوحة للفنان العبقري ليونارد دافنشي هى رسم تخطيطي لطائرة

إن الشعوب المتحضرة تهتم بالفنون وتعمل على تقديم أعمال الفنانين وتستعين بهم في جميع المجالات يكثر بها أعمال النقاد الذين هم بمثابة المراقبين على أن يسير العمل الفني في المسار الجاد الذي يحترم عقل الإنسان وذوقه الرفيع. فالفن هو خلاصة الإبداع الإنساني، والإبداع الإنساني لا يظهر بدون الحرية والإخلاص الروحاني، فالفن هو ما يصل إلى الروح والقلب وكل ما لا يؤثر على الروح لا يستمر ويصنف كعمل فني متواضع القيمة. فالفنانون المشهورون، يشتهرون بسبب إبداعهم وأسلوبهم الفريد في العمل، فأعمالهم هي التي تدهش المتلقي وتؤثر روحه وقلبه حتى الأعمال التي تمت منذ آلاف السنين بإخلاص ومحبة لا تزال تسر المتلقي وتدهشه.

والفنان يستمد طاقته الروحانية من الله سبحانه وتعالى يلجأ إليه ينظر إلى خلقه فخلق الله يدهش الفنان كل لحظه وعندما يبدأ الفنان عمله يسلم روحه للإلهام الذى يعيش فيه لحظات ليس لها مثيل لحظات لا تتكرر و لذلك يصعب على الفنان تكرار عمل أبدعه؛ فالفنون هي عطايا الله للبشر فعندما تسطع على عقل الموسيقى تتجلى في صورة نغمات جميلة تغذى القلوب والأرواح، وعندما تداعب خيال الشعراء تخلق إبداعات من النثر والشعر والقصائد الغناء وعندما تلهم فكر الرسام تخلق لوحات رائعة الجمال من تناسق واتزان في ألوانها، فالطبيعة وما خلق الله في الوجود هو ما يجذب الفنان ومنها يستخلص القواعد والأصول والموازين التي يبنى عليها فنه.

اللوحة للفنان العالمي كلود مونيه، بعنوان انطباع، الشروق (انطباع، شروق الشمس)

ولكن عندما ينظر الإنسان إلى الفن باستهتار ويهمل قيمة الفن والفنان نرى أن الذوق العام يأخذ في الانحدار ويتجه الفنان الغير مخلص لعمل فن هابط لكي يتكسب العيش ويظهر على السطح شيء يقترن باسم الفن الذي ليس له قيمه لحياة ورفعة الإنسان بل يؤذيه. فيختفى جمال الروح وتظهر الغلاظة في القلوب وضيق الأنفس وتختفي الحدائق الجميلة وتصبح مكانا لإلقاء القمامة وتصبح الأذن صماء لأنها لا تستطيع أن تميز بين ما هو جميل وقبيح ونرى اللوحات الفنية ما هي إلا تكرار لرسومات تختفي منها المقاييس الإبداعية ويصبح الإنسان مهملاً في معيشته وملابسه ومظهره، ورد فعل الإنسان مع هذا الشعور هو إهمال نفسه لنفسه وللآخر وهو انتقام منه بسبب سوء معاملة إحساسه وفرض تعديات على مشاعره الروحية، ولا يستطيع بعدها أن يتأمل الطبيعة بل يصبح عدوها اللدود... يا الله!

فلنفتح الأبواب للفنون الجادة الراقية حتى ترقى قلوبنا وأرواحنا ونصبح على مستوى عال من الإبداع في جميع مناحي الفنون ونشارك العالم بفنوننا الجميلة وننظر حولنا ونبدأ بزرع شجرة أمام كل دار ونزرع الورود في البلكونات وعلى أسطح المنازل وننظف منازلنا والشوارع المحيطة بنا، وأن نحافظ على ممتلكات الدولة من وسائل النقل والطرق ومياه النيل والثروة الخضراء في الحدائق والحقول، هذه دعوة لصحوة جمالية لمصر الحبيبة ودعوة بأن لا نعود فقط بجمال ما نشاهدها به في أفلامنا القديمة بل لجمال أحدث ليلائم عصرنا المتقدم بتقدم مذهل، حتى تبعد أيضا شبح الأمراض التي نسمع عنها يوميا، فحياة نظيفة وفن راق لن يكلفنا إلا القليل ولكن سيبعد عنا الكثير.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  • المصدر:
بسمه موسى. جريدة اليوم السابع. الأحد، 6 سبتمبر 2009 - من الموقع:

معنى الفن والجمال

عرف الإنسان معنى الجمال وتعلق به منذ القدم، وفي الحضارات القديمة دليل واضح على صحة ذلك.. حتى أن اليونانيين قديماً مجدوا الجمال واعتبروه آلة. والشعور بالجمال كان سابقاً عن العمل الفني، فقد شعر الإنسان بالجمال في غروب الشمس وفي الطبيعة قبل أن يشعر به في اللوحات والمنحوتات.
  • من هنا نعلم أن هناك جمال طبيعي قبل الجمال الفني. فما معنى الجمال؟
إن أمعنا النظر فسنلاحظ أن الناس تطلق كلمة جميل على مظاهر كثيرة في حياتهم تختلف في طبيعتها وتكوينها، وهم غير مدركين لأوجه الشبه بين هذه المظاهر. ونحن نسمع عن هذا المنظر انه جميل أو هذه الصورة جميلة، أو في القصيدة جمالاً أو أن ذاك المبنى جميل أو النغم الموسيقي جميـل.

وهناك فرق كبير في تباين هذه الموضوعات، ومع ذلك تجمعها صفة موحده هي الجمال.


إذاً الجمال كل ما نشاهده في الطبيعة ونشعر بشعور جميل يخالجنا من السعادة والارتياح، حتى أن البعض عند تراكم همومه يبحث عن الجمال في الطبيعة ليعطيه راحةً نفسية ويخرجه من حالته. ولعل هذا هو السبب في تعلق الإنسان بالجمال.

من جهة أخرى نجد الجمال الفني معبراً عن الجمال الطبيعي لكن بوسائل وأدوات تقنية استخدمها الإنسان. يقول (دافنشي): "العين تتلقى الجمال الفني بنفس اللذة التي بها الجمال الطبيعي".
  • إذا سألنا شخصاً عادياً ما معنى كلمة (فن)؟
فقد يجيبنا بأنه الغناء، والسينما والمسرح والموسيقى، حتى أن أغلب المجلات الفنية يكاد يقتصر حديثها عن الممثلين والمخرجين ونجوم الغناء. فأصبح لفظ (الفنان) مقتصراً على ذلك. ومع الأسف بعض المثقفين يعتبرون الفنون البصرية كالتصوير والرسم ضمن الفن. لكن الغالبية من العامة لا تعرف غير ما ذكرنا عن مسمى الفن. الفن يُطلق على فئة كبيرة من الفنون البشرية كفن السياسة وفن الحديث وفن الصحافة ... الخ.

الأقرب إلى الصحة أن الفنون هي مجموع المهارات البشرية على اختلاف ألوانها، فهناك فنون نافعة، وفنون تطبيقية وفنون جميلة، وغير ذلك. فحديثاً ظهر الفن الرقمي الذي يندرج من الفنون الجميلة، وتم تعرفيه على أنه الفن الذي يستخدم الحاسوب كأداة. وهذا يقودنا لفن الرسم والتصميم الرقمي، رغم أنه فن حديث لكن فرض مكانته بين الفنون الأخرى.

لن نتشعب أكثر، ما قدمته هو الأساس لفهم الفن وإن كان مختصراً بشكل شديد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  • المصدر:
تم الاستعانة بكتاب فلسفي بتصرف (The meaning of art and beauty).

عــن الجمـــــال



الجمال معني من المعاني، لا يقوم بنفسه، وإنما يقوم بغيره بحيث نستطيع رؤيته في الانسان، وفي الأشياء، وفي الأفعال والتصرفات.. إنه الحيوية التي لها إمكانية دخول المجالات كلها، مادية كانت أم معنوية، وقد تكون في مادة الشيء وحقيقته، وقد تكون في ظاهره وصورته. وهو الذي يسهم في كمال الأشياء ظاهراً وباطناً..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  • المصدر:
كتاب الظاهرة الجمالية في الإسلام، تأليف صالح احمد الشامي، ص24.

السبت، 9 نوفمبر 2013

الفنون البصرية


أحد أهم أعمال التصوير الزيتي؛ ليوناردو دافنتشي، 1503م إلى 1507م.

الفنون البصرية (Visual Arts) هي مجموعة الفنون التي تهتم أساساً بإنتاج اعمال فنية تحتاج لتذوقها إلى الرؤية البصرية المحسوسة على اختلاف الوسائط المُستخدمة في إنتاجها فهي الأعمال الفنيّة التي تشغل حيّزاً من الفراغ كالرسم والتلوين والنحت (تأخذ شكلاً). وبالتالي يمكن قياس أبعادها بوحدات قياس المكان (كالمتر والمتر المربع)، وهي بهذا تختلف عن الفنون الزمانيّة كالرقص والشعر والموسيقى والتي تقاس بوحدات قياس الزمن (الدقائق والثواني) لتصبح لدينا الفنون السبعة بجمع الفنون التشكيليّة والزمانيّة، وتلك التي تحمل الصفتين معاً كالسينما (تشكيليّة/ زمانيّة).

والفنون المرئية هي لفظة عامة تشمل الفنون التشكيلية والفنون التعبيرية والفنون التطبيقية. وقديماً عُرفت الفنون المرئية انها فقط الفنون الجميلة مثل: الرسم والتصوير والنحت والعمارة؛ واستُثنت الفنون التطبيقية والمهارات الفنية الحرفية مثل: الخزف والحياكة والنجارة وتصميم الحُليّ والأزياء، فلم يتم اعتبارها فنوناً حتى اندلاع (حركة الفنون والمهارات الفنية) Arts and Crafts movement التاريخية في بريطانيا في نهايات القرن الـ 19 وبدايات القرن العشرين والتي هدفت إلى الدمج بين الفنون الجميلة والفنون التطبيقية.

تتميز الفنون التشكيلية عن فنون الأداء performing arts وفنون اللغة language arts وفن الطهي culinary art وغيرها امن أصناف الفنون، لكن الحدود بينهم تبقى واهية. فالعديد من الفنانين ينخرطون في عدة أنواع من الفنون أو يمزجون الفنون المرئية مع بعضها أو مع أشكال فنية غير مرئية مثل: الموسيقى والكلام المنطوق spoken word.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  • المصدر:

الجمعة، 8 نوفمبر 2013

ماهية الفن


تفاصيل للوحة ليوناردو دافينشي "موناليزا" المرسومة بأسلوب سفوماتو

الفن (Art) أو الفنون هي لغة استخدمها الإنسان لترجمة التعابير التي ترد في ذاته الجوهرية وليس تعبيرا عن حاجة الإنسان لمتطلبات حياته رغم أن بعض العلماء يعتبرون الفن ضرورة حياتية للإنسان كالماء والطعام. فالفن هو موهبة إبداع وهبها الخالق لكل إنسان لكن بدرجات تختلف بين الفرد والآخر. لكن لا نستطيع أن نصف كل هؤلاء الناس بفنانين إلا الذين يتميزون عن غيرهم بالقدرة الإبداعية الهائلة. فكلمة الفن هي دلالة على المهارات المستخدمة لإنتاج أشياء تحمل قيمة جمالية على تعريفة فمن ضمن التعريفات أن الفن مهارة – حرفة – خبرة – إبداع – حدس – محاكاة.
  • تعريف وتقييم للفن
أصبحت مشكلة خاصة منذ أوائل القرن العشرين على يد ريتشارد ووليهم.. يميز ثلاثة مناهج:
  • الواقعية، حيث الجودة الجمالية هي قيمة مطلقة مستقلة عن أي رأي الإنسان
  • الموضوعية، حيث أنه هو أيضا قيمة مطلقة، ولكن يعتمد على التجربة الإنسانية عامة
  • النسبوية، وهو ليس من قيمة مطلقة، المنحى الفلسفي الذي يقول يعدم وجود حقيقة مطلقة.
وقد قسم الفن قديما إلى سبعة أقسام لكن حديثا فقد قسم إلى ثلاثة أقسام شاملة هي:
  • الفن التشكيلي، مثل الرسم – الألوان – الخط – الهندسة – التصميم – فن العمارة – النحت – الصناعات التقليدية – الأضواء....
  • الفن الصوتي، مثل الموسيقى – الغناء- عالم السينما والمسرح – الشعر – الحكايات – التجويد – الترتيل...
  • الفن الحركي، مثل الرقص – السرك – الألعاب السحرية – بعض الرياضات – البهلوان والتهريج – مسرح الميم – الدمى...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  • المصدر:

الاستلهام من الأشكال المركبة في المنمنمات الإسلامية - (2)

عنوان العمل: حلم الصعود. مساحة العمل: 30 × 30 سم. الخامات والوسائط المستخدمة: ألوان مائية وجواش وأقلام باستيل على ورق. عام الإنتاج: 2008م. ا...