الخميس، 5 ديسمبر 2013

إدراك الضوء والظل


إن إدراك الضوء والظل (التظليل) مهارة فى غاية الأهمية، وبعد إتقانها ستكتشف ذلك، وكيف أنها تجعل رسمتك واقعية وثلاثية الأبعاد. إن الضوء والظل موجود ونراه فى حياتنا اليومية باستمرار لكنهما يتغيران دائما أثناء تحركنا أو تغير مصدر الضوء، لذلك لا يتم إدراكهما كليا بالعقل الواعى. فنحن لا نسمى الظلال فلا نقول هذا ظل الخدين وهذا ظل الأنف.. لكن يتم دمج الظلال مع الأجسام لا واعيا بواسطة عقلنا لنرى عالمنا بشكل ثلاثى الأبعاد. لكن اليوم لن ندع ذلك يحدث بشكل لاواعى سوف تنتبه لمكان وجود الضوء ومكان الظل. غريب تعتقد أنك تدرك كل شئ بالفعل؛ فقط شاهد الفيديو التالى لترى كيف أن بعض الضوء والظل بإمكانه أن يغير إدراكك للشئ تمام ولتتأكد أن للظلال أهمية بالغة فى الرسم.




  • أيضا شاهد هذه الصورة التالية..


  • ما رأيك أن تشاهدها ثانية لكن هذه المرة مقلوبة..


ماذا حدث؟ فى الأولى كانت صورة لشخص والثانية أجزاء مضيئة وأخرى مظلمة. نعم هذا ما أريدك أن تعتاد عليه أن ترى ما أمامك بشكل مجرد لا تنظر إلى ماهيته إنسانا أو نباتا أو جماد المهم أن ترى الظلال وتحدد أمكانها ودرجتها بوضوح، أو بإمكانك أن ترسم الصورة مقلوبة للتسهيل، وبعد ذلك ستعتاد الامر وترى الظل والضوء بشكل واضح. وهذا اتجاه آخر للرسم وهو رسم شكل المنطقة المضيئة والأخرى المظلمة تماما كما تراهم بدون التفكير فيما ترسم شخصا أو جمادا، ركز على إدراك شكل الضوء وشكل الظل ومكانه، وحدد درجته أسود تماما أم أخف أم أخف أم أخف … أم رمادى خفيف أقرب إلى الأبيض.

  • تدريب: للتوضيح أكثر شاهد ما يلي من شرح ...
    اختر أى شئ ترسمه شخص أو طبيعة صامتة أو أى شئ وطبق عليه ما تعلمت وركز جيدا على تطبيق النصائح بالأسطر السابقة. وستجد ان من ينظر إلى رسمك سيتعجبك كيف أنك جعلتها بهذه الواقعية (ثلاثية الأبعاد).

    هناك معلومات عن الظل تراها فى هذا الفيديو وفى الشرح والصور التالية.. وستفهم الظل أكثر.. وعلى الرغم أن الفيديو باللغة الإنجليزية لكن لا تقلق فالصور فى الفيديو كافية لتفهمك لكن إن أردت تستطيع استخدام أدة الترجمة فى الفيديو ستجدها بالشريط السفلى captions .


    • أدوات التظليل:
    أما عن أدوات التظليل فقد تم شرح أدوات الرسم ببساطة فى دروس سابقة، ومن بينها أدوات التظليل، وأيضا فى هذا الفيديو شرح جيد للتظليل، والتسييح.


    • أهم مبادىء الرسم الصحيح:
    • الإبتداء برسم الهيكل الخارجي للشكل الذي تريد رسمه، وهذا ما يسمى بـ التحديد الأولي للرسم، مع إختيار قلم رصاص خفيف القتامة، لسهولة التعديل على الرسمة.
    • الإنتباه إلى المسافات بين الأشكال، فالشكل الأولي يجب ان يكون مشابه للرسم، فهو أساس الرسم.
    • إذا كان الرسم يحتوي أكثر من شكل، فكلما كان الشكل أقرب كلما كان حجمه أكبر ولونه أغمق، والعكس صحيح.
    • الإنتباه أيضا لعاملي الظل والضوء، فهما من يعطيا للرسم واقعية أكثر.





    • أساليب التظليل:
     وهي كيف تضع درجة الظل المرغوبة على الورقة؛ هل عن طرق خطوط متوازية أو متقاطعة أو خطوط عشوائية أو دوائر... إلخ.



    1. Hatching:
    التظليل من خلال رسم خطوط مستقيمة فى تجاه واحد يراعى فيها أن من ينظر إليها لا يفرق بين بداية الخط ونهايته، قد يكون ذلك صعبا لكنك ستعتاده.


    2. cross hatching:
    هنا مثل السابقة لكن فى اتجاهات مختلفة.


    3. blending:
    تستخدم فيها أقلام التسيح وتظلل فيها بجزء عريض من القلم لا بسنه.



    4. rendering:
    وهى أن تظلل الورقة بدرجة خفيفة، ثم ترسم وتمسح المضئ وتزيد درجة المظلم. 

    5. squiggly lines:
    تظلل فيها بخطوط متعرجة عشوائية.

    6. cross contour lines:
    تتم من خلال رسم خطوط منحنية تتماشى مع شكل الجسم المرسوم.

    أعلم أنه قد يكون من الصعب فهم تلك التقنيات جيدا لكن بعد أن تشاهد الفيديو التالى سيتضح لك كل شئ، ولن يتبقى سوى أن تمارس كل تقنية جيدا حتى تتقنها، وتستفيد منها قدر الإمكان.


    • عينك سجل أمين لما تراه.. فدربها على الرؤية الصحيحة..


     شكل (1) طريقة تقطيع قلم الرصاص عند كل مرحلة من الرسم

    شكل (2) طرق امساك القلم



    يعد رسم الظل من أهم أسس الرسم على الإطلاق، فبدونه لن تحصل على صورة جميلة توحي لنا بأنها تبدو حقيقية؛ فهناك نوعان من مصادر الإضاءة، تعطي نوعين من الظل:
    • أشعة الشمس:
    وهى تسقط على الجسم من زاوية واحدة كما في شكل (3)، ويكون الظل ممتد بشكل متوازي مع حدود الجسم.
    • أشعة المصباح (أو ما شابهها):
    وهى تسقط على الجسم من عدة زوايا ويكون الظل، وكأنه يبتعد عن الجسم شكل (4).


    شكل (3)                  شكل (4)

    • طريقة تظليل الأجسام الكروية:
    شكل (5) تظليل الشكل الكروى


    هناك خمسة أجزاء في طريقة تظليل الأجسام الكروية كما هي موضحة فى الشكل (5)، وهي كالتالي:

    • بقعة الضوء: وهي البقعة الساطعة من الجسم الكروي.
    • الإضاءة الوسطى: وهي الإضاءة التي تقع بين بقعة الضوء ومنطقة الظل.
    • منطقة الظل: وهي المنطقة التي تقع بعد الإضاءة الوسطى ويتكون فيها الظل.
    • الضوء المنعكس: وهو الضوء الناتج من انعكاس الإضاءة على أرضية الجسم الكروي.
    • ظل الجسم: وهو ظل الجسم على الأرض.



    شكل (6) كيفية تظليل الاشكال الهندسية

    • الفرق بين الإضاءة من الخلف، والإضاءة من الأعلى:

    1. الإضاءة من الخلف:

    كما نلاحظ في الشكل (7) لا يوجد بقعة ساطعة على الأجسام ما عدا علو الأسطح، كما نلاحظ تقدم الظل إلى الأمام.

    شكل (7)


    2. الإضاءة من الأعلى:

    عندما تكون الإضاءة من الأعلى (شكل 8)، فإن الأسطح تكون ساطعة، ويكون الظل تحت الأجسام مباشرة.

    شكل (8)

    • رسم الظل لمجموعة من الخطوط:
    شكل (9)


    في الشكل الذي أمامنا (شكل 9) قمنا بوضع مجموعة من المسامير في أماكن مختلفة على سطح مستوي ولوناها باللون الأزرق وسلطنا عليها مصدر إضاءة واحد ورسمنا خط وهمي من المصباح إلى النقطة (أ)، ثم رسمنا خط وهمي متقطع من النقطة (أ) إلى النقطة (ب) التي تمثل قاعدة المسمار، وهذا الخط المتقطع سوف يبين اتجاه الظل، بعد ذلك رسمنا خطا اصفر يبين زاوية سقوط الضوء على المسمار الخط (ج)، وعندما يلتقي نهاية الخط (ج) مع نهاية الخط المتقطع (أ ب) في النقطة (د) يكون الخط (ب د) هو طول الظل للمسمار. قم بتطبيق هذا المثال على بقية المسامير.

    • رسم ظل المستطيل:
    شكل (10)

    فى شكل (10)، قمنا برسم مستطيل أسميناه (ب ج هـ د)، ثم قمنا برسم خط وهمي من المصباح إلى النقطة (أ) التي هي عبارة عن نقطة سقوط الضوء عموديا على الأرض، من النقطة (أ) رسمنا خطين إلى كل من النقطة (ب ج). هذان الخطان يمثلان اتجاه الظل، ومن المصباح رسمنا خطين مائلين يمران بكلا من النقطتين (د هـ)، بعد ذلك قمنا بمد الخطين المارين بالنقطتين (ب ج)، ومد الخطين المارين بالنقطتين (د هـ) إلى أن تلتقي في نقطتين هما (و ز). لاحظ أن الشكل (ب ج و ز) هو ظل المستطيل.


    • مستطيلات بظلها في أوضاع مختلفة:

    شكل (11)

    * لاحظ أن جميع الخطوط الأرضية ـ فى شكل (11) ـ تجتمع كلها في نقطة السقوط.

    • رسم الظل لبعض الأشكال:

    شكل (12)

    في شكل (12) مجموعة من الأشكال تشترك جميعها بمصدر إضاءة واحد في المنتصف، لاحظ ماذا حدث للظل في الشكل الأسطواني على الجدار العمود، لقد تسلق الظل الجدار حتى ألتقي بنهاية الخط الوهمي الساقط من الشمعة.


    • رسم ظل الشكل المخروطي:

    شكل (13)

    فى شكل (13) سوف تتعلم طريقة رسم ظل لشكل مخروطي، فكما تلاحظ قمنا بوضع المخروط أمام والى اليمين من مصدر الإضاءة، وكما تعلم فأن الشكل المخروطي لا يوجد به خطوط متوازية. إذاً سوف يقوم الخط الوهمي (أ) بالمرور من منتصف قاعدة الشكل المخروط التي هي عبارة عن دائرة، وعندما يلتقي الخطان (أ ب) في النقطة (ج) تكون هذه النقطة هي رأس ظل المخروط.


    • رسم الظل لكل من الشكل الكروي والأسطواني:

    شكل (14)                                    شكل (15)

    فى شكل (14)، يختلف رسم ظل الشكل الكروي عن بقية الأشكال فهو يعتمد على المشاهدة الحية، إلا أنه بالإمكان رسمه بهذه الطريقة، أى كأنك ترسم شكل علبة من الأعلى، كما هو موضح بالإطار باللون الأحمر.

    وفى شكل (15)، لاحظ أن جوانب الشكل الأسطواني ليست مفلطحة، بل منحنية إذاً سوف نقوم برسم خط وهمي يمر من المنتصف لكي يساعدنا في تحديد النقطة الأبعد للظل، وعندما يلتقي الخط الساقط من المصباح مع الخط الوهمي المار من منتصف الأسطوانة، يكون هذا هو طول الظل.


    • رسم ظل المكعب:

    شكل (16)

    فى الشكل (16)، الذى أمامك نلاحظ أن الخطوط الإرشادية الساقطة من مصدر الضوء والخطوط الإرشادية القادمة من أسفل الشمعة تمر من حواف المكعب، وفي النهاية سوف تلتقي الخطوط الساقطة من مصدر الضوء مع الخطوط القادمة من الأسفل مكونة ظل المكعب.


    شكل (17)

    وفى شكل (17)، نلاحظ هنا أن جميع الخطوط الوهمية المارة بحواف المكعبات من الأسفل تلتقي جميعها في نقطة واحدة هي النقطة (أ)، هذه النقطة تسمى نقطة الهروب أي هروب النظر وابتعاده، وسبب التقاء الخطوط الوهمية في نقطة الهروب يرجع إلى أن المكعبات كانت في شكل متوازى، ولو كانت في وضع غير متوازي لكانت هذه الخطوط لها العديد من نقط الهروب.


    • رسم سقوط الظل على الأجسام العمودية والمائلة:

    شكل (18)


    شكل (19)


    شكل (20)


    الظل عادة ما يسقط على أجسام مسطحة، أفقية أو عمودية، إن شكل واتجاه الظل يتغير بتغير الجسم الساقط عليه.. فهل هو عمودي كما في الصورة الأولي (شكل 18)، أم مائل كما في الصورة الثانية (شكل 19)، أم منحني كما في الصورة الثالثة (شكل 20).


    • بعض الأخطاء الشائعة في رسم الظل:

    شكل (21)

    فى شكل (21)، الظل وتظليل الجسم لا يمكن أن يكون في نفس الاتجاه بالنسبة للمخروط والأسطوانة عندما يكون مصدر الإضاءة بينهما.

    شكل (22)

    فى شكل (22)، عندما يكون مصدر الإضاءة واحد بين المخروط والأسطوانة، يكون الظل والتظليل عكس الأخر بعيدا عن مصدر الضوء.


    شكل (23)

    فى شكل (23)، مع إضاءة خلفية إلى يسار كل من المخروط والأسطوانة، يجب أن يكون الظل والتظليل إلى يمين مصدر الضوء لا إلى اليسار.

    شكل (24)

    فى شكل (24)، هنا الظل والتظليل لكل من المخروط والأسطوانة، أتيا في اتجاه واحد، لأن الشكلين يقعان في جانب واحد بالنسبة لمصدر الضوء.


    • رسوم توضح تعيين الظلال وفقاً لنظريات المنظور:



    • نرجو الاهتمام بالنظر الى الصور ومراجعة ما سبق ذكره بالأعلى.

    • شكل (أ) يوضح الأشعة الصادرة عن الشمس تكون متوازية.
    • شكل (ب) يوضح اتجاه سير خطوط الأشعة الضوئية الطبيعية والاصطناعية.
    • شكل (جـ)، (د) يوضح اتجاه خطوط أشعة الشمس تكون بانحراف ( 45ْ).

    شكل (25) رسم يوضح نظرية انعكاس الأجسام.

    • سلم القيم الضوئية:




    • هام جدا جدا.. ابتدئ بتظليل الأجسام تبعاً لمعينات سطوحها وتكوين أشكالها.







    أخيرا انتهينا، ولكن احرص ان ترسم شئ جديد يوميا أو أسبوعيا حسب وقتك، لكن المهم أن ترسم بشكل مستمر، ولكن اريد أن أذكر أن هذه ليست النهاية، فهناك مهارات كثيرة واخرى عن الرسم، ستكون بشكل ومفاهيم أوسع فى تدوينات لاحقة.

    الثلاثاء، 3 ديسمبر 2013

    بداخل كل منا فنان




    نولد في هذه الدنيا وقد حبانا الله بالنّعم ما لا يعدّ ولا يحصى؛ ويمضي كل واحد منّا في حياته وفق المنهاج الذي سطّره الله؛ فينجح البعض بينما يفشل الآخرون؛ وينبغ البعض بينما لا يصبح للآخرين ذكر أو حضور، ولكن قدرتك على التميّز والابداع ليست مرتبطة إلا بك أنت؛ واصرارك على أن يكون لك دور مهمّ في الحياة مسؤوليتك انت فالفاشل يقضي معظم وقته يندب حظه من الدنيا، ويلصق بالزمن كل التهم، ولكنه لو توقف قليلاً لعلم أن الله ليس بظلاّم للعبيد؛ وأنّه أكرمنا بالعقل حتى نجد مخرجا في هذه الدنيا.

    إن بداخل كل منا فنان موهوب ينتظر ليخرج الى الوجود، وهنا بيت القصيد بكاءنا على الاطلال والتحسّر على ما فات لا يزيد الطين إلا بلّة؛ فلنبحث في أعماقنا عن مواهبنا ولنطلق لها العنان حتى تنمو وتكتمل، إذا لم ننجح في ميدان أكيد أن هناك ميادين أخرى سيكتب لنا التفوق فيها؛ يكفي أن نعرف أول درجات السلّم حتى نرتقي، وحين نرى الناجحين الذين شقّوا طريقهم بكل إرادة وعزم نتمنى في أعماقنا أن نكون مثلهم، ولكننا لا ندرك أننا لو حاولنا بكل قوتنا لنجحنا نحن أيضاً.

    لا يمكن أن نقف وننتظر أن يأتي السمو والارتقاء الينا؛ بل وجب أن نكدّ ونجتهد حتى نصل نحن إليه.

    إذن ابحث في أعماقك عن الفنّان الموهوب بداخلك في أي مجال من المجالات ولا تنظر خلفك.. اسعى بكل ثقة وعزيمة لتحقيق ذاتك وتطوير نفسك، وإذا وجدت الرغبة في فعل شيء مهما ظننت أنه بسيط فلا تتراجع، ربّما كانت هذه البداية لغد أفضل، فلا يمكن أن نقضي العمر كله دون أن نثبت وجودنا ونترك خلفنا أثراً طيّبا يذكرنا الناس به، ففي داخل كل منا فنان، لكن البعض منا يظن أن الفن يقتصر على الفنون فقط، لا..

    الفن هو أن تؤدي عملك وتجعل كل حواسك وقلبك وعقلك في هذا العمل، فالذي يطبخ ويعد الطعام ويضيف لمساته الخاصة على الطعام ويجعله مليء بالألوان الجميلة فهو فنان، والذي يعبد ربه بإخلاص فهو فنان، والذي يمسك قلمه ويسمح له بأن يخترق أفكاره ويجول في بحرها فيحولها إلى كلمات يتأثر بها كل من يسمعها فهو فنان، والذي يتعلم ممن حوله دون استثناء ويستفيد ويفيد غيره هو فنان، والذي يعلم أبنائه الصواب والخطأ ويربيهم ليفيدوا العالم وليرقوا بالمجتمع فهو فنان، والذي يعلم الغير ويستنفذ كل طاقة لديه ليوصل ما لديه من علم فهو فنان، والذي يقرأ كتاب الله ويطبق أحكام التجويد فيجعل من يستمع إلى صوته وهو يقرأ كلمات الله عيناه تدمع وقلبه يخشع فهو فنان.

    في داخلك فنان فابحث عنه، إن قلت لي ليس بداخلي فنان، فسأقول لك هناك كومة من الغبار أزحها، فستجد الفنان الذي بداخلك.


    ومن وجهة نظر تخصصية فالفن نشاط إنساني تم الاستدلال علية منذ عصور ما قبل التاريخ، هذا النشاط ينتجه مجموعة من البشر الذين يمتلكون موهبة إبداعية وابتكارية، ويكون لديهم القدرة على التعبير عن طريق الوسائط الفنية عن أفكار وموضوعات تؤثر في الاخرين.

    • وهناك تعريفات متعددة لكلمة فن، منها:
    - الفن هو إنتاج عناصر مبتكرة بطريقة إبداعية يكون لها أثر جمالي على المتذوقين.
    - وتشير كلمة فن في معظم الأحيان إلى الفنون البصرية (الرسم – التصوير – النحت – الحفر).
    - وقد تم تعريف الفن أيضا على أنه وسيلة للتعبير عن الأفكار، وهو وسيلة للاتصال الثقافي.
    - ومنذ عام 1750 تم تعريف كلمة الفن للدلالة على المهارات المستخدمة لإنتاج أشياء تحمل قيمة جمالية؛ فمن ضمن هذه التعريفات أن الفن: مهارة – حرفة – خبرة – إبداع – حدس – محاكاة.
    - ويمكن تعريف الفن أيضا على أنه دراسة المهارات الإبداعية، وأنه عملية استخدام المهارة لإنتاج عمل إبداعي، وأنه منتج إبداعي يعتمد على مهارة.
    - الفن هو منتج إبداعي يقوم على تحفيز أفكار المشاهد لما نطلق علية الاستجابة الجمالية.
    - الفن أيضا هو التعبير عن فكرة فردية، أو فكر الجماعة بطريقة إبداعية.
    - الفن هو تحويل الفكرة المتصورة إلى مجموعة من الرموز ذات الدلالة.

    ولقد تم تعريف كلمة فن تاريخيا على أنها (المهارات) للإشارة إلى أي مهارة، أو إتقان، ولقد تغير هذا المفهوم منذ ظهور الاتجاه الرومانسي في تاريخ الفن، حيث تم تصنيف مجال الفنون تبعا للعلوم الإنسانية.

    وأخيراً..

    كُـــلنـا نَـمـلك مَــوهبة عَليِنـا اكتشافها وصَقلهـا.. أنـظر إلى الجانب الذي تُـحبذه نَفسك وإنـس الظُـروف.. لأنك فـي أي مَجال من مجالات الحياة تَـستطيع أن تُـــــــبْدِعْ..

    كيف نتذوق اللوحة


    • الألوان:
    عالم غني، ساحر، واسع، فسيح الأرجاء، ثرّى الدلالات، عظيم القدرة التعبيرية، منها المنسجم المتناغم، ومنها المتنافر المتباين، منها الحار، ومنها البارد. منها ذو الشخصية القوية الطاغية، ومنها الحيادي الهادئ الوادع. ولكل منها رمزه ودلالته وقوته التعبيرية، فالأبيض رمز النقاء والطهر والعفاف والبراءة. والأحمر رمز الثورة والعنف والدم والحرارة والعواطف الجيّاشة. والأخضر رمز الخصب والغنى والأمل والسعادة. والأصفر رمز المرض والكراهية والحقد والنبل والنور... إلخ.

    والضوء هو مصدر الألوان، توجد بوجوده وتختفي باختفائه. ولذا فقد انبهر الانطباعيون بالضوء خاصة بعد انتشار نظرية العالم اسحق نيوتن حول تحليل ضوء الشمس واكتشاف ألوان الطيف، وبلغ عشقهم له حدّاً كبيراً لدرجة أن روّادهم صاغوا معظم أعمالهم الفنية على شكل رعشات ضوئية لونية متناثرة في أرجاء اللوحة. وحدا الاعجاب بالضوء بعضهم على تصوير الموضوع الواحد عدة مرات وفي فترات مختلفة من النهار، لإظهار اختلاف الرعشات اللونية والضوئية بين فترة وأخرى ومدى تأثيرها على أحاسيس الفنان ومشاعره وعواطفه ورؤاه.

    والإنسان مذ وجد على سطح هذا الكوكب مفتون بالألوان تسحره وتستهويه، ولذا كان يلجأ إلى تزيين وجهه وجسده بها، ثم تطور فأخذ يزيّن ملابسه وأسلحته وأثاث منزله ومنزله بها.

    ومازالت نساء هذا العصر يلجأن إلى مساحيق الألوان لتبديل ألوان بشراتهن وشعورهن وأظفارهن وملابسهن بقصد إضفاء الجمال والفتنة عليهن. ولا نكاد نرى شيئاً في هذا العالم يخلو من عنصر اللون، ولذا فإن لعنصر اللون الدور الأكبر في بناء اللوحة الفنية التشكيلية لما يحمله من شحنات نفسية وقيم جمالية وقدرة تعبيرية ورمزية وتأثير مباشر على بصر المشاهد المتلقي ونفسه ووجدانه. والمتلقي الذوّاقة يحتاج إلى تدريب عينيه على كل ذلك وتثقيف نفسه بكل جديد حول الألوان وما تتضمنه من قيم. ومن الناس مَن يعتقد أن هناك ألواناً جميلة وأخرى غير جميلة.

    والحقيقة بخلاف ذلك، فكل الألوان جميلة وممتعة عندما توضع في الأماكن المناسبة لها. وكلها تبدو غير جميلة عندما توضع في غير ذلك.

    وعلى سبيل المثال: اللون الأسود جميل جداً على العباءة السوداء والشعر الأسود والعينين الحوراوين، ولكنه قبيح جداً عندما نطلي داخل غرفة الجلوس باللون الأسود. أو نطلي مبنى كاملا باللون الأسود. دون أن نحرّك هذا اللون ونخفف من عتمته وكآبته بألوان أخرى أكثر زهواً.


    فاسيلي كاندينسكي ، التكوين السابع - وفقا لكاندينسكي ، (1913).

    والمشاهد المواظب على زيارة المتاحف ومعارض الفنون الجميلة يستطيع أن يرتقي بذوقه صعوداً حتى يصل إلى حالة من حالات النشوة والمتعة في ارتشاف الألوان وتذوّقها.

    وعلى سبيل المثال أيضا: يميل الإنسان الريفي دائماً إلى الألوان البكر القوية الصارخة الطاغية كالأحمر القاني والأصفر الفاقع والأخضر الزمردي والأزرق النيلي، لارتباط ذلك بمشاعره البكر الجيّاشة العارمة التي لم تهذبها يد المدنية. بينما يميل الإنسان الحضري إلى الألوان الهادئة الممزوجة والمطفية والمكسورة كالأبيض الحليبي والسكري والسمني والبيج والعسلي والرمادي، ولو نقل ابن الريف إلى المدينة ليعيش فيها لتدرج بذوقه وتذوقه من الألوان البكر الطاغية إلى الألوان الهادئة المطفية.

    ولا أريد أن يفهم من هذا المثال أن الألوان الهادئة المطفية أكثر جمالاً أو رقيّاً من الألوان البكر القوية لأن الألوان كلها جميلة ورائعة عندما توضع في أماكنها المناسبة وتوظف التوظيف الصحيح - كما أسلفت - ولكني أردت أن أعطي مثالاً عن كيفية التدرج والارتقاء في ارتشاف الألوان وتذوّقها، من خلال المخالطة والمعاشرة والدراسة والثقافة، وزيارة المعارض الفنية والاحتكاك بالفنانين، والاطلاع على كل جديد في عالم الفنون الجميلة. وهنا تحضرني حادثة الشاعر العربي البدوي الذي حضر إلى أحد الخلفاء مادحاً، فقال له:

    " أنت كالكلب في حفاظك للود .. وكالتيس في قراع الخطوب " ... إلخ القصيدة.

    فعرف الخليفة - بعقله الراجح وحسّه السليم - أن الشاعر لم ير خيراً من الكلب مثالاً للوفاء في باديته ومحيطه. ولم ير أشجع من التيس في الصراع ومقارعة الخصوم. في تلك البيئة الجرداء القاحلة وأنه استخدم هذه العبارات الخشنة الجافة لشدة ملازمته لأهل البادية وبعده عن أهل الحضر. فأمر له بدار حسنة ومتاع وكساء. وأمر بعضاً من حاشيته أن يتعهده بالرعاية والعناية ومخالطة أهل الحضر ومجالستهم ومحاورتهم ليتأثر بهم ويأخذ عنهم ويقتبس من ألفاظهم وعباراتهم وأحاديثهم في التعبير. حتى إذا ما مضت مدة من الزمن استدعاه الخليفة مجدداً لينشده فحضر، وقال:

    " عيون المها بين الرصافة والجسر .. جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري ".

    فتعجب الخليفة من رقة شعره ولطافته وعذوبة ألفاظه فقال: خشيت عليه أن يذوب رقة ولطافة. وعلى الرغم من أن هذه الحادثة تنسب إلى الشاعر العربي العباسي علي بن الجهم. وإلى الخليفة العباسي المتوكل، وعلى الرغم من شكّنا في صحة هذا النسب لأن الشاعر العربي علي بن الجهم لم يكن بدويا قط، بل عاش في أحضان المدينة ما بين مدن خراسان وبغداد متقلّباً في بيوتات السلطة والسلطان، ولكننا أوردنا هذه الحادثة كشاهد على تأثير البيئة والمحيط على عملية الذوق والتذوق لدى الفنان والمتلقي على السواء. وأنه على المهتم بالفنون الجميلة الساعي إلى تذوّقها والتمتع بها أن يواظب على زيارة المتاحف والمعارض وأن يحتك بالفنانين والعارضين والنقاد يحادثهم ويحاورهم وأن يطلّع على كل جديد في عالم الثقافة الفنية لتتكون لديه ملكة التذوق الفني ليصل في نهاية المطاف إلى متعة تذوق اللوحة الفنية التشكيلية. بغض النظر عن صحة هذه الحادثة، أو صحة نسبها. ولكي لا يظل المشاهد المتلقي سلبياً وهامشياً في عملية تذوق اللوحة الفنية.
    • المضـمـون في الـلـوحـة الفنية التشكيلية:
    المضمون هو تلك الأفكار والرؤى والعواطف التي تحاصر الفنان وتعشش في مخيلته ودخيلته زمناً، حتى تضطره لتفريغها وسكبها على سطح اللوحة الفنية، محاولاً التعبير عنها بوساطة عناصر الشكل التي تقدم ذكرها، وهي نتاج لثقافة الفنان وعقائده وعاداته وتقاليده ورؤاه في الحياة والمجتمع والطبيعة.

    فقد يكون مضمون اللوحة محاولة للتعبير عن المرأة أو الحب أو السلام أو الحرب، أو الجمال أو الطبيعة... إلخ. ويمكننا القول: إن الأفكار والرؤى والعواطف التي يسعى الفنانون للتعبير عنها وتجسيدها لا حصر لها.

    ولكن يستحسن هنا أن نذكر أنه ليس كل ما يجول بخاطر الفنان من أفكار ورؤى وعقائد يمكن التعبير عنها بوساطة اللوحة الفنية التشكيلية. لأن لهذه اللوحة مساحة تعبيرية محدودة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتعبير عن القيم الجمالية البصرية. ولذا اندرج اسمها في فئة الفنون الجميلة كالنحت والعمارة والزخرفة، أما بقية الأفكار والعواطف الأخرى التي تعجز اللوحة التشكيلية عن التعبير عنها يلجأ الفنانون إلى التعبير عنها بوساطة أنماط أخرى من الفن، كالموسيقى والشعر والمسرح والقصة والرواية والسينما... إلخ.

    فاللوحة الفنية التشكيلية أقدر على التعبير عن جماليات الألوان والخطوط والأشكال والفراغات لأنها قيم جمالية صوتية مسموعة ولأن اللوحة الفنية التشكيلية ترتشف بوساطة العين بينما القطعة الفنية الموسيقية ترتشف بوساطة الأذن.

    وهكذا لكل لون من ألوان الفنون وسيلة ارتشافه والتواصل معه، وقدرته التعبيرية. ولذا فالفنان التشكيلي المبدع هو الذي يحسن اختيار المواضيع والمضامين التي يمكنه التعبير عنها بوساطة اللوحة الفنية التشكيلية. وما تملكه من عناصر ومقومات وقدرات تعبيرية.

    والمتلقي المهتم الساعي إلى تذوّق اللوحة الفنية التشكيلية هو الذي يستطيع أن يرتقي بذوقه رويداً رويداً ليصل في نهاية المطاف إلى الحالة التي تمكّنه من معرفة وإدراك مدى الانسجام والتوافق بين الشكل والمضمون في اللوحة الفنية التشكيلية. ومثل هذه الحالة لا تأتي عفواً بل تحتاج إلى الاحتكاك الدائم بالمعارض والعارضين والاطلاع الدائم على الجديد في عوالم الثقافة الفنية - كما أسلفت.

    وأخيراً، يمكننا القول إن اختيار أسمى المواضيع وأنبل العناوين والمضامين محوراً للوحة الفنية التشكيلية لا يرفع من شأنها فنياً - إن كانت هابطة من حيث الشكل - في حين نجد كثيراً من اللوحات الفنية المتكاملة شكلاً، دون أن يكون لها أيّ مضمون فكري أو عقائدي. ومع هذا، تظل لوحة فنـية آسرة ومدهشة؛ لأن عناصر الشكل في اللوحة الفـنية التشكيلية تظل أهـم من المضـمون كثـيراً في بنائها، ولكن حين يزاوج الفنان المبدع بين الاثنين معاً فـي بنـاء اللوحة التشكيلية بشكل متـوازن ومتـلائم ومبدع وخلاّق، نكون قد وصـلنا إلى اللوحة الفنية التشـكيلية المثال.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    • المصدر:

    الاثنين، 2 ديسمبر 2013

    قمة الفرح


    :::: قمة الفرح :::::

    من أعمال المدون، (السيمرغ الأحمر 1) ، كمبيوتر جرافيك على ورق طباعة
    Canson A4 كانسون، 130جرام، 20 × 20سم، 2008م.

    قمة الفرح
    عندما يتحول مخك لجهاز تصويري يبتكر مليارات الصور ..
    وتتحول يدك لـ طبّـاعة أو رسول منفـّـذ يبتكر ..
    وتبدأ تحول كل ما يخطر بعقلك ..
    إلى رسوم ملموسة أمامك على ورقك ..
    فيقدر الآخرون أن يروا ما يدور في مخيلتك ..

    قمة الفرح
    عندما تتحول رسومك إلى نافذة
    يقدر من خلالها من هو دون الأنا أن يرى ما يراه الأنا ..
    فيرقص الرصاص بين أصابعك ليجسد صورة البطل ..
    ويتراقص الحبر بين أناملك ناسجاً شعر الأميرة ..
    وتغزوا فرشاتك بياض المشهد ناثرة ألوان عالمهم الساحر ..
    وتسطر كلماتك حوارهم ساردةً قصة من قصص شهرزاد ..

    قمة الفرح
    لحظة .. يتحد فيها الخيال بالواقع ..
    وتولد تلك الأحلام التي شاهدتها يوماً منسابة بين يديك ..
    فيراها من هو دون الأنا .. فيعشقن بطلك الملايين ..
    وتأسر بطلتك قلوب المليارات ..
    وتحفظ القصة بكاملها الجدات ..
    وترويها كحكايةٍ من حكايات الزمان ..

    من أعمال المدون، (في الظل)، كمبيوتر جرافيك على ورق طباعة
    Canson A4 كانسون، 130 جرام، 20 × 20سم، 2008م.

    قمة الفرح
    أن أرسم وأرسم وأرسم ..
    وأظل أرسم .. زمجرة التنين .. وقسوة المشعوذات ..
    دموع الأسيرات على نوافذ قصور شهريار ..
    يركض الأهالي .. وتتوالى العربات ..

    ثم أرسم وأرسم وأرسم ..
    يصرخ هو لـِما يراه من مفاجأة ..
    وتبكي هي تراجيديا المشهد ..
    يهللون جميعاً لمعرفة آخر الحقيقة ..
    يتذمرون من المسكينة "تمت" ..
    ويفرحون لأختها "سيتبع" ..

    ومازلت أرسم وأرسم وأرسم ..
    تغرد الصفحات نشيداً من حبر ..
    و تتطاير الأوراق مع رياح الخيال .. إلى قمم الجمال ..
    و يزداد ألم اليد الأم .. وهي منكبة على الرسم ..
    ألم عذب .. ينتظر ثماره الملايين ..

    قمة الفرح
    أن أرســــــــم خاطره اعجبتني بل ابهرتني
    وكأنها تصف شعوري حين ارسم ..
    تصف إحساس رسام يعيش بين ريشته ومع الوانه على أوراقه
    قمه فرحه ..

    صورة فوتوغرافيا للمدون فى مرسمه.

    قمة الفرح
    ريشة مالت بين اصابعي تفضح احزاني ..
    دون حاجة لان أذرف دمعه
    تضحك من حولي ..
    دون ان ترتسم بين وجنتي بسمه
    تكتب ما يدور بعقلي ..
    فهي حين ترسم
    تراقص مشاعري .. وجنوني

    قمة الفرح
    على أنغاما من خيال تنام بين اناملي ..
    تدغدغ مازحة وجه لوحتي
    تكحل عينيها وتنسل شعرها
    تهمس في أذنيها
    تفر هاربة من بين اناملي
    تاركت لها كل
    لأنها تحتاج بعضا من دفء
    اناملي .. لتوقع
    قمة الفرح

    الأحد، 1 ديسمبر 2013

    نهوض المجتمع فنياً وأدبياً



    هناك قواسم مشتركة في مكوّنات المجتمع.. وهي قواسم تنعكس في اتصال وتواصل الناس ثقافياً في الحياة... وكل مكوّن ثقافي يتأثر ويؤثر في الآخر أكان سلباً أو إيجاباً.. فالسلبي يؤثر بوقع أشد نزولاً وصعوداً من القمة حتى سفح المجتمع.. خلاف وقع الإيجابي الذي هباب أن يُلمس أو يسمع دبيبه!!

    والثقافة تطواف مؤثر لجميع مكوّنات الحياة.. ليس على صعيد الداخل وإنما على صعيد الخارج أيضاً.. وتلعب الثقافة دوراً خطيراً في التأثير في مكوّنات المجتمع وتنميط توجهاته التنويرية والأخذ به إلى توهج الحياة الإنسانية..

    ويندرج الأدب بالتحديد في خطورة هذا الدور في تعريف وتقريب القواسم المشتركة في المجتمع وتسليط الأضواء عليها واستجلاء قيمها الجمالية.. صحيح أنّ القيم الجمالية تختلف وتتباين من عصر إلى عصر.. ومن مكوّن اجتماعي إلى آخر... إلا أن دور الأدب والفن عليه أن يتجاوز مكونات هذه القواسم الطائفية والعرقية والقبلية المشتركة في المجتمع وأن ينبري ليكون وسيلة وصل وتوحّد وتقارب وتعارف روحي بين الأديان والمذاهب والطوائف والأعراق.. بحيث تتوحد المشاعر والهموم المشتركة في المعاناة الإنسانية.. ويجسد الآخر همومه ومعاناته نفسها في الآخر وطنياً لا طائفياً!

    هذا ما يدعونا أن نتأمل الحراك الأدبي والفني في المجتمع ودوره في وضع نقاط الحروف الإيجابية على نقاط الحروف السلبية.. والأدب معني بالدرجة الألى باقتحام أكثر القضايا تعقيداً وأشدها حرارة وإلتهاباً.. وإزالة الأدران الطائفية والعرقية والقبلية من جذورها والعمل على جليها بروح الإنسانية والوطنية.. وفقاً لمهنة الأدب والفن في الإمتاع والإبداع والابتكار وتسخير القِيم الجمالية لتفكيك العقد الاجتماعية التي تكوّنت تاريخياً وأصبحت من القواسم المشتركة في المجتمع والمؤثرة طائفياً وعرقِياً وقبلياً في حياة الناس!!

    إنّ الحراك الثقافي والأدبي والفني هو أكثر جدارة وأهمية في التغلب على أصعب العقد الاجتماعية والفكرية التي ينوء بها المجتمع فهل ارتفعنا بالثقافة والفن والأدب على الوجه الصحيح الذي يمكن أن يلعبه في ميدان نزع الشروش الطائفية من وجدانية المجتمع وتطهير نفوس وعقول شرائح واسعة من أبناء وبنات هذا الوطن؟!

    وإذا تأملنا مسائل ملتهبة مثل التجنيس والتمييز ودفن البحر وخلاف ذلك وتتبعنا جذور دوافعها الاجتماعية والسياسة فإنّنا لا يمكن أن نعفيها من الشروش الطائفية الدفينة في صميمها التي تعمل على تسعيرها ليس عبر الصبية المراهقين الذين يثيرون الحرائق والتخريب في الشوارع والطرقات فحسب، وإنما عبر بعض الصحف والأقلام التي تبدي ابتهاجاً بالرغم من شجبها وإدانتها لمثل هذه الأعمال الإرهابية والتخريبية!

    وإذا كان الأدب والفن رأس حربة ماضية نجلاء ضد الطائفية.. فإنّه لا يمكن لأحد أن يعفي الأدب والفن من هذا القصور المزري وترك حبل الطائفية على غارب المواقف العشوائية والمجانية تجاه المخاطر الطائفية التي تُحدق بالوطن!! بالرغم من أنّ الوطن يغصُّ بالأدباء والكُتّاب والمثقفين والفنانين والمسرحيين والمفكرين.. وفي الوقت الذي ينبري أبرزهم أو الكثير منهم في الصحف العربية والمحلية لتناول قضايا هامشية وبعيدة كل البعد عن قضايا الإرهاب والطائفية التي تستهدف الوطن.. وعلى الرغم من أن بعضهم يتسلم مكافأة تفرّغ ثقافي وأدبي.

    حقاً إنّ الأدب كان مسؤولاً وسيبقى مسؤولاً.. وإن مسؤولية الأدب تقع بالدرجة الأولى على عواتق مثقفي وأدباء وكتاب وفناني الوطن.. في أن يوجهوا سهام إنتاجاتهم الأدبية والفنية والإبداعية إلى قلب الظلام والطائفية.. لا أن يتسكعوا على هوامش أعقد المسائل وأكثرها خطورة على سلامة وحرية ووحدة الوطن!!

    إنّ نهوضاً ثقافياً وأدبياً وفنياً معني بأن يأخذ دوره الوطني والإبداعي في اقتحام الطائفية في عقر دارها.. ونزع فتيل مخاطرها من قلب الوطن.. وليتلمس كل أديب وكاتب ومثقف وفنان نص ضميره.. ويعمل على إيقاظه من ظلام الإرهاب والطائفية!!

    وقد نجد عذراً لبعض الكُتّاب والأدباء والفنانين الذين تطيّفت أرواحهم وعقولهم ونفوسهم وأقلامهم بالطائفية.. أما أولئك الذين يأكلون من أكتاف الثقافة مكافآت ورواتب مجزية وبقاماتهم الأدبية والفكرية.. فأي عذر يمكن أن نجده لصمتهم المطبق تجاه فحيح أفاعي الظلام والطائفية؟!

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    • المصدر:

    الكاتب/ اسحاق الشيخ يعقوب. كتاب (في الثقافة والنقد).

    أخطار تهدد الإبداع الفني



    إنّ أحد الاخطار التي تهدد دائماً سوسيولوجيا الفن هو تعريف جامد للحياة الاجتماعية. بمعنى أن ألفاظا كـ "بيئة" و"مؤسسة" و"بنية تحتية" يجب إبعادها إلى متحف الأثريات قياساً إلى أنها تؤدي إلى الاعتقاد بأنّ التجربة الجماعية ممكن أن تكون جامدة، ثابتة وممكن تشبيهها بمادة الفيزيائيين القدماء. إذا فهمنا بشكل أفضل كيف يمكن أن توجد علاقة دائمة، متحركة تبعا للأطر الاجتماعية، بين مجموع القوى المنخرطة في سياق الحياة الجماعية والإبداعية سوف نستوعب بشكل أفضل الواقع الوجودي للعمل الفني. أليس من الأوهام النظر إلى التعبير الفني كنشاط متخصص غريب عن واقع المشاكل الحية؟ يبدو لنا على العكس، أن كل ابداع على أي صعيد وُجد ومهما كانت الأيديولوجيات التي تبرر وجوده هو في علاقة فورية مع تلك الحرية الجماعية الدائمة الفوران التي تبث الحياة في الواقع الإنساني وتقلب البُنى حتى أكثرها شللاً وجموداً وتلقي بالمجموعات الإنسانية (التي تشكل بالنسبة لها التمثلات الجماعية والتصنيفات محرك تكامل وثبات) وفي التغيير وبكلمة شاملة التاريخ.

    بالطبع هذه العلاقة ليست ظاهرة دائماً والجدير بالذكر انّ الثورات السياسية ليست دائماً فترات إبداعية جمالية بل على العكس. إلا أن تغيرات أخرى أكثر جذرية تقوم على مستويات عميقة من الحياة الجماعية تكون الدرامات السياسية فيها هي التمثل شبه الكامل لها. وهذه التغيرات البطيئة هي التي تجعل التحولات القاطعة ممكنة والتي خلالها يجري الإنسان التجارب على الخيالي.

    كل شيء يجري وكأنّ الجوهر الاجتماعي، "ألماني" يفعل بشكل مزدوج ودياليكتيكياً من خلال التأمل الفني، بالوقت ذاته كتحديد فاعل وكدعوة، انتظار، حاجة للإشباع، يكون إشباعها دائماً مرجأ كتعبير لما أسماه غورفيتش الحرية البروميتونية يبحث الفن عن تفتح وانتشار للتجربة الواقعية الحية. كإحباط يملي حنيناً لا يقمع للامتلاء المستهلك على شكل مشاركة. بهذا المعنى نستطيع القول بأنّ الفن يمد في الدينامية الاجتماعية بوسائل أخرى.

    نستطيع أن نستخلص ثلاث نتائج من أجل تحليل للإنسان المجابه بالإبداع الفني والمتجذر في الوجود الاجتماعي، انّ الخيال الفني يملي مشاركة مرجأة، انّه يحدس بمسافة كبيرة من التجربة الواقعية على التجربة الممكنة؛ بالنهاية انّه رهان على قدرة النوع البشري على ابتكار علاقات جديدة والإحساس بانفعالات لا تزال مجهولة.

    وكمشاركة مرجأة يتنافس الخيال الفني مع جوهر الجماعات الاجتماعية ولكنه يقترح تواصلاً كاملاً، حيث تنفتح الضمائر على بعضها وحيث الاستهلاك المتبادل للجوهر الاجتماعي يكون حاداً يغنيه بلا توقف – تبادل حاد ومستمر. هذه التجمعات التي توحي بها اشارات ورموز الفن لا تقارن بأي تجمع واقعي ولهذا فهي لا تخص مطلقاً نظام الواقع الإيجابي.

    هذه المشاركة هي أيضاً استباق للتجربة الواقعية للبشر. فأحياناً يؤخذ الخيالي كسلوك يؤدي إلى فراغ وأحياناً وظيفة تفرز الصور، وأحياناً لعبة. الخيالي وسلوك وجودي يحاول من خلال الرموز والاشارات، ان يمتلك أوسع تجربة ممكن أن يحسها الإنسان، وبالتالي فيما هو أبعد من الانفعالات الحاضرة انها تتطرق إلى انفعالات مستقبلية.

    في خلاصة بنية الجهاز العضوي يقابل كورت غولدستان الجسم المتضرر أو المريض الذي يكف عن البحث في بقائه، بالجسم الصحيح الذي يحاول مجابهة انفعالات جديدة. إنّ الصحة هي بلا شك في البحث عن صدمات مجهولة في اتخاذ موضع خطر وذلك في تعريض النفس لزعزعات غير متوقعة. قد يكون ذلك هو الشكل الأكثر بساطة للشجاعة الإنسانية. انّه يظهر كما يقول غولدستان عندما "يبحث الإنسان عما هو أبعد من بقائه" ويضيف: "هذه الكفاءة تتوافق مع ذات الإنسان وتظهر أعلى درجة للكائن العضوي عامة" أي الحرية. ان نقل هذه الإيحاءات إلى مستوى السوسيولوجيا لا يناقض خلاصاتنا. لأنّ الإبداع الخيالي هو حدس للوجود الواقعي فهو لذلك يشكل فرضية عما هو ممكن منطلقة مما يمكن أن تكون حياة وتجربة الجماعات والأفراد.

    إن رسم غريكو يستبق الرؤية الممكنة لإنسان عصره. لم يري أحد من هؤلاء الرجال – اللهب الضائعين في عالم حيث السماء ذاتها معجونة من طينة المادة نفسها. عالم بلا فراغ ينتظر بلا شك الرسم الحديث لكي يصبح مفهوماً. إنّ الرواية الفرنسية أو الروسية توحي بعدد لا يحصى من الأوضاع التي لم يسبق ذياعها فارضة سلوكات وانفعالات لم تكن حتى ذلك الوقت قد حُسَّت. انّه نيتشه الذي فتّش في نيس في المكتبات وتصفح رواية لدستوفسكي هو الذي يتحسس الصدمة الآتية والتي ستشبع وجوداتنا اليوم. ان موسيقى الجاز التي أوحت بها أفريقيا ونُقلت إلى أميركا هي التي ستعدل حساسيات ثلاثة أجيال متتابعة وأكثر كفاءة لاكتشاف تنوع الانفعالات الممكنة في عالم ذي تنوعات لا متناهية وان Mezz Mezzrow وMalcolm Lowry يستبقان الأهواء التي سيظهرها البينتك عام 1966.

    إننا نرى أن عمل فنان ما هو رهان على المظاهر المستقبلية للوجود – لو كان جوهرنا معطى لنا حقيقة، هنا، على مرمى يدنا لما كنا وهذا بلا شك قصدنا إلى أبعد مما يقسرنا. ولكننا غير كافين لأنفسنا فنحتكم إلى ما هو غير موجود بعد. وأحياناً يعيد الشكل الذي نعطيه لهذا الانتظار من يتوجه إليهم هذا الانتظار. وأحياناً نبقى بلا وارث. وماذا يهم؟ انّ هذا لا نستطيع أبداً إدراكه مسبقاً. إننا ما كنّاه بقدر ما نحن ما نتخيله.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    • المصدر:
    موقع البلاغ: للكاتب جان دوفينيو. ترجمة: هُدى بركات. كتاب (سوسيولوجيا الفن).

    القلق.. الجنون.. والفنون



    يقولون في الأمثال الشعبية: "الجنون.. فنون".. وقد أثبت العلم وجود علاقة قوية بين الحالات الانفعالية الشديدة التي تسبب الاضطراب النفسي والتي يطلق عليها عامة الناس "الجنون" وبين الإبداع الفني الذي يظهر في صورة لوحات فنية معبرة عن العالم الداخلي للإنسان.. وأحياناً في صورة أعمال أدبية أو فنية تظهر فيها عبقرية استثنائية غير معتادة. وهنا محاولة لاستكشاف هذه العلاقة بين الإبداع الفني والانفعالات الإنسانية الداخلية.

    • الإبداع حالة نفسية:
    حين يبدع الإنسان فإنّه في الغالب لا يكون في حالة طبيعية من الوعي المعتاد، وحين يكون في هذه الحالة الخاصة فإن ما يعبر عنه في إبداعه الفني يكون تعبيراً عن كوامن نفسه، وانعكاساً لما في عقله الباطن وتعبيراً عن تجارب وخبرات من الماضي والحاضر، أو تطلع إلى المستقبل، كما أنّ الإبداع الفني بين وجهة النظر النفسية هو ظاهرة استثنائية يكون وراءها في العادة موهبة فطرية تؤدى إلى القدرة على الخلق والتميز، ومن ناحية أخرى فإنّ المعاناة الإنسانية والظروف والمؤثرات التي يتعرض لها الإنسان هي التي تظهر هذه الموهبة.. ومن هنا كان الارتباط بين الإبداع والحالة النفسية.
    • التحليل النفسي للفنون:
    تنعكس الانفعالات والمشاعر الداخلية للإنسان على أسلوبه في التعبير بالكتابة، أو الكلام، أو حين يمسك قلماً ويرسم على الورق.. فالإنسان الذي يعاني من الاكتئاب النفسي مثلاً ويرى الحياة كئيبة والدنيا كلها يأس وظلام، يتجه إلى رسم أشكال سوداء، وأشياء مشوهة ذات ألوان داكنة، بينما يمكن لنفس هذا الشخص حين يتخلص من الاكتئاب ويعود إلى حالته الطبيعية أن يرسم لوحات من الزهور وأشياء تدعو إلى البهجة والفرج ويلوّنها بألوان زاهية.. كما أنّ الإنسان في حالة القلق والخوف يعبر عن ذلك بالكلام والرسم بما يعكس ما يدور بداخله من مشاعر وأفكار.
    • فنون المرضى وفنون المبدعين:
    حين يقوم المرضى العقليين الذين يعانون من الهلاوس – وهي أصوات يسمعها الإنسان أو أشكال تتراءى أمامه – بالتعبير بالرسم فإن لوحاتهم تعكس العقد والصراعات في داخلهم، ويبدو فيها الغموض والحيرة وتداخل الأفكار.. ولعل الرسم هو أحد الوسائل التي يمكن للأطباء النفسيين استخدامها لمعرفة الكثير من العقد وأفكار المكبوتة داخل العقل الباطن لهؤلاء المرضى حين يتم السماح لهم بالتعبير الحر عما يريدون عن طريق الرسم، ثمّ تحليل ما يقومون بإسقاطه على الورق.

    وفي الأعمال الفنية لكبار الفنانين العالميين ما يدل على الخلفية النفسية لهم من خلال العلامات والدلائل التي تحملها الأشكال والألوان التي تزخر بها اللوحات والأعمال الفنية الشهيرة، ومثال ذلك أعمال الفنان "فان خوخ" التي تأثرت بالمرض النفسي الشديد الذي كان يعاني منه حتى أنّه في نوبة من الاضطراب النفسي قام بقطع إحدى أذنيه وقدمها هدية لامرأته.
    • الفن العالمي في العيادة النفسية:
    هناك لوحات تعد من الأعمال الفنية العالمية الخالدة تحمل أسماء لها دلالات نفسية قوية.. مثل لوحة "المكتئب" لفان جوخ.. ولوحة "الصرخة" التي تعبر عن القلق والخوف من أعمال "مونش"، ولوحات أخرى عديدة تدل ألوانها وخطوطها وفكرتها على ما بداخل عقل صاحبها من مشاعر الحزن أو القلق أو ما أصابه من اضطراب وتداخل وتشويش. وفي الجانب الآخر هناك لوحات تبعث رؤيتها عن النظر إليها للوهلة الأولى على الارتياح. مثل لوحة الموناليزا أو "الجيو كاندا" الخالدة التي تمثل وجهاً يبتسم.. وتعطى اللوحة شعوراً لكل من يراها يحمل الإيحاء بالارتياح والتفاؤل.
    • ارسم شيئاً يظهر قلقك وعقدتك:
    لقد أمكن – في العيادة النفسية استخدام أسلوب الرسم في تشخيص الحالات التي تعاني من الاضطرابات النفسية.. وإظهار الكثير مما يخفيه المرضى من الصغار والكبار عن طريق السماح لهم بالتعبير عما يشعرون به في صورة رسم لوحات فنية، فحين نطلب إلى الطفل الذي يعاني من اضطراب نفسي أن يرسم صورة لرجل، أو نطلب منه أن يرسم وجه أبيه أو أمه أو معلمته في المدرسة فإنّه في هذه الحالة عادة ما يعبر عن شعوره نحو كل من هؤلاء بإبراز ملامح مرغوبة أو إظهار علامات مشوهة في أشكالهم تعبر عن وجهة نظره نحوهم التي لا تستطيع أن يعبر عنها الكلام.

    عزيزي القارئ – لقد أمكن لي من خلال عملي في مجال الطب النفسي ملاحظة الكثير مما يقوم المرضى النفسيين حين يعبرون بالرسم.. فكان محتوى لوحاتهم في كل الحالات هو انعكاس لانفعالاتهم ومشاعرهم وأفكارهم.. بما يمكننا في كثير من الحالات من التوصل إلى ما يدور داخل عقولهم من هموم وأفكار لا يعبرون عنها بالكلام أثناء المقابلة والحديث مع أطبائهم.

    أن جمع وتحليل نماذج من رسوم المرضى النفسيين – وهذا ما حاولت عرض البعض منها هنا – قد نتعلم منه الكثير حين نحاول عن طريق الفنون أن نغوص في أعماق النفس الإنسانية.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    • المصدر: 
    موقع البلاغ: د. لطفي الشربيني. كتاب عصر القلق. الأسباب والعلاج.

    السبت، 30 نوفمبر 2013

    كيف أنمي وأطور ذاتي؟


    تقديم مختصر لجزء من برنامج كيف أنمي ذاتي، ضمن أحد برامج التنمية البشرية،،



    1. تقدير الذات وتطويرها:

    احترام الذات والإحساس بقيمته كفرد في هذا المجتمع، والابتعاد عن ما يعكس شعورك، ويؤثر فيه سلباً عن طريق النظر بايجابية للحياة ولنفسه كشخص ذو قيمة. وتطوير الجانب الغالب عليه، وموازنة الأنماط لديه.



    2. قيم نفسك:

    بعد كل عمل تقوم به أو هدف تقدم عليه، راجع نفسك وانظر إذا ما كنت تقدمت أو مازلت في مكانك، وهذا يساعد على التطور والاستمرار.


    3. تحسين نظرتك للزمن:

    أكان الماضي أو الحاضر وحتى المستقبل؛ فالتعلق في الماضي وخاصة إذ ما كان مؤلم لا يعطي أي نتيجه، لأنه يسحبك له ويقيد تقدمك. ركز على الحاضر واستفد من دروس الماضي في تطويره، وإن كان يحمل الكثير مما يضايقك، فحسنه من أجل مستقبل المشرق، وحدد أهدافك التي تهمك وأبحث في سبل تحقيقها.


    4. حسن إدارتك لنفسك ووقتك:

    • بوضع خطط لأهدافك اليومية ومن بعد ذلك الشهرية والسنوية.
    • الاستفادة من وقت الفراغ (في القراءة، التأمل، الاسترخاء).
    • قضاء بعض الوقت في الاطلاع على كل ما يفيد ويساعد على تحقيق أهدافك.
    • للاستفادة من الوقت والتخلص من خلط الأمور.. (غير ملح/ هـــام، ملح/ هـــام، غير هام/ غير ملح، ملح/ غير هام).


    5. جدد طاقتك:

    من خلال الخطوات الأربعة لتجديد الطاقة:

    - لاحظ ما يمنحك الطاقة ويسلبها.
    - الحيلولة دون حدوث فقد غير ضروري لها.
    - أحداث التوازن عن طريق الربط بين الأشياء التي تضيف لك طاقة وتلك التي تسلبك إياها.
    - أبحث عن فرص لزيادة الأمور التي تزيد طاقتك في يومك.


    6. معرفة نقاط القوة ونقاط الضعف:

    نقاط القوة هي تلك الأمور التي تملكها في وقتك الحالي، تساعدك على استثمار الفرص الأفضل، مثل (المرونة، التحفيز الرغبة، الإيمان بتحقيق الأهداف، الإصرار، تقدير الذات). أما نقاط الضعف فهي تلك الأمور التى تضعف قدرتك على استثمار فرصيك موجودة الآن تحد من تقدمك، مثل (عدم الصبر، الكسل، اليأس، التقلب المزاجي، عدم المرونة).


    7. حل المشاكل المتراكمة:

    عندما نصادف مشكلة نجعلها أكبر همنا، فيصبح تفكيرنا منحصر فيها ويطول الوقت دون أن نجد الحل، ومع مرور الأيام تظهر لنا مشكلة أخرى وتبدأ المشاكل بالتراكم، حتى نعيش على أساس تدعمه رواسب هذه المشاكل. لهذا عندما تقابل مشكلة معينه أعط نفسك وقت محدد لتفكر في المشكلة، ومن ثم انتقل للتفكير في حلها، ووسع دائرة التفكير حتى تجد الحل بسهولة.

    8. بناء الثقة في النفس:

    تؤثر الثقة في قدرة الفرد على الاستمتاع بالحياة في أوقات الانتصار، والتكيف مع الإحباطات التي قد تطرأ عليه في وقت النكسات. فالثقة شعور خاص وفردي للغاية، لذلك إذا أردت بناء الثقة في نفسك، فعليك أولاً أن تبحث عن البواعث التي تثيرها وتنميها. فالأشخاص الواثقين يتمتعون بالمثابرة ومواصلة السعي، وهم مستعدون لتحمل المخاطر والخوض في تحارب جديدة، كما إنهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم ويميلون إلى الاسترخاء في المواقف الاجتماعية.

    احترام الذات والإحساس بقيمته كفرد في هذا المجتمع، والابتعاد عن ما يعكس شعورك ويؤثر فيه سلباً عن طريق النظر بايجابية للحياة ولنفسه كشخص ذو قيمة. وتطوير الجانب الغالب عليه وموازنة الأنماط لديه.



    • عشر نصائح لتطوير الذات الإنساني:
    • النصيحة الأولى: 
    إجعل التجديد في حياتك.. بتنويع أساليب المعيشة، وتغيير الروتين الذي تعيشه.

    • النصيحة الثانية:
    إذا أردت العسل.. فلا تحطّم خلية النحل.

    • النصيحة الثالثة:
    كرّر ذكر (لا حول ولا قوة إلا بالله) فإنّها تشرح البال، وتصلح الحال، وتحمل بها الأثقال، وترضي بها ذي الجلال.

    • النصيحة الرابعة:
    أكثر من الاستغفار.. فمعه الرزق والفرج، والعلم النافع، والتيسير، وحطّ الخطايا.

    • النصيحة الخامسة:
    إبسط وجهك للناس تكسب ودّهم.. وألِن لهم الكلام يحبّوك.. وتواضع لهم يجلّوك.

    • النصيحة السادسة:
    عليك بالمشي والرياضة.. وإجتنب الكسل والخمول.. وإهجر الفراغ والبطالة.

    • النصيحة السابعة:
    لا تضيّع عمرك في التنقل بين التخصصات والوظائف والمهن.. فإن معنى هذا إنّك لم تنجح في أيّ شيء.

    • النصيحة الثامنة:
    إبتعد عن مصاحبة المحبطين، ومعاشرة الكذّابين، ومرافقة الجبارين.

    • النصيحة التاسعة:
    من واسع الأفق.. والتمس الأعذار لمن أساء إليك لتعش في سكينة وهدوء.. وإياك ومحاولة الانتقام.

    • النصيحة العاشرة:
    لا تحجّر تفكيرك.. (ما يزال الرجل عالماً.. مادام حريصاً على العلم والتعلّم.. فإن ظن أنّه قد علم فقد بدأ جهله).

    الاستلهام من الأشكال المركبة في المنمنمات الإسلامية - (2)

    عنوان العمل: حلم الصعود. مساحة العمل: 30 × 30 سم. الخامات والوسائط المستخدمة: ألوان مائية وجواش وأقلام باستيل على ورق. عام الإنتاج: 2008م. ا...